أيمن الجندى يكتب | أيمن الجندي ملاحظات على خطاب السيسى

أيمن الجندى يكتب | أيمن الجندي ملاحظات على خطاب السيسى

د.-أيمن-الجندى1

ترددت فى نشر هذا المقال إيثاراً للسلامة، ثم عاد ضميرى يؤنبنى ويُذكّرنى بالآية الكريمة: «وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ».

لقد استمعت إلى خطابه، فوجدت لدى بعض الملاحظات الهامشية وملاحظة موضوعية واحدة.

فأما الملاحظات الهامشية كالتالى:

١- الخطاب لم يعد بشىء تقريبا. إنه يذكر المصاعب ولا يعد سوى بمزيد من بذل الجهد، وهذا هو دَيْدنه قبل توليه الرئاسة للأمانة.

٢- لم أفهم ما المطلوب منا كـ«شعب»؟ هل يريدنا أن نتحمل دون شكوى؟ أم نخفض استهلاكنا؟ أم نعمل بجدية أكثر؟ فهل قدم وظائف لملايين الشباب العاطل فرفضوها؟ إن كل الشباب يريد أن يعمل حتى الفتيات. على الأقل يوفرن مصروفهن الشخصى.

٣- تركيز السيسى على الإعلام مقلق جدا. إنه بالكامل معه ولا أحد يجرؤ على انتقاده علانية! فهل يريد حرماننا من هامش الحرية البسيط فى انتقاد الحكومة؟

أما الملاحظة الموضوعية فهى كالتالى:

إننى أفهم تمام الفهم أن السيسى يريد أن يحقق نجاحه. وأصدق أنه تبرع بنصف ثروته لصندوق «تحيا مصر»، ولا أحب الذين ينتقدونه لمجرد الانتقاد، وكأن كل أعماله خاطئة، وهذا مستحيل طبعا فكل إنسان لابد له من جوانب طيبة. إننى أتمنى له النجاح حباً لمصر، لأن نجاحه هو نجاح للمصريين الغلابة.

هذه مقدمة ضرورية قبل أن أقول إن كثرة المظالم فى مصر هى- فى رأيى- العائق الحقيقى لنجاح تجربة السيسى. برغم أن أجهزة الدولة تعينه ولا تعيقه، كما فعلت مع مرسى، وبرغم أن الجيش معه بإمكانياته الهائلة، وبرغم أن رجال الأعمال والإعلام معه، والدول الخليجية المهمة. وبرغم أن أكثرية الشعب تؤيده، مهما مارى المعارضون فى ذلك. برغم ذلك كله فإن المظالم هى العائق الرئيسى لتجربته. ليس لأسباب دنيوية بحتة، مثل انقسام الشعب وإنهاك النظام بالإرهاب والتظاهرات، (وهذه طبعا أسباب محترمة وموضوعية)، ولكن لأنى أؤمن أن لهذا الكون رباً يتعهده ويغار على عباده. ومن صفات كماله وجماله أنه لا يرضى بالظلم أبدا. ومصر قد تحولت للأسف إلى بلد المظالم.

إننى أفهم أن الوضع مركب. وأنه لا يوجد فريق للأخيار وفريق للأشرار. فتنة ليس فيها الإمام على! كيف أتفهم أن هناك أساتذة جامعة، لا يُتصور منهم حمل سلاح، مشردون فى الأرض؟ وقتلى لا نعرف أى تخريج شرعى لقتلهم.

أقولها مرة ثانية: حتى لو كان هناك من يستحقون القتل قصاصا من الإخوان، فهناك بالتأكيد المقتول والمسجون ظلما! وهذا المظلوم له رب يغار عليه ويغضب له. إننى أفهم أن الوضع مركب! ولذلك أدعوه ألا ينام على مظلوم ضماناً لنجاح مقاصده!

هذه نصيحة مخلصة أقدمها للسيسى طالما يريد من الله أن يساعده. اخرج من المظالم كى تنجح تجربتك. واعلمْ أنك ستُحاسب أمام الله وم فرداً، وأن كل من يناصرك الآن سيكون وقت الحساب مشغولاً بنفسه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر:المصرى اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *