مارس التفكير النقدي.. وكوّن أفكارك الخاصة

مارس التفكير النقدي.. وكوّن أفكارك الخاصة

تنمية بشرية

في عصر فاق عدد وسائل الإعلام أعداد البشر .. وحتى فرق الحارة باتت تشكل تيارات فكرية .. وأصبح بالإمكان إيصال الآراء المختلفة والاطلاع عليها حتى داخل دورات المياه!

تحتم على كل طالب وباحث وحتى مربي فضلا عن صانع قرار، امتلاك الاستقلالية الفكرية و القدرة على تحليل وفحص الأفكار المختلفة، لمواجهة الدعايات السياسية، والخزعبلات الاقتصادية، والخرافات التي توصف بالعلمية، والفتن المغلفة بشعارات دينية.

مارس التفكير النقدي.. وكوّن أفكارك الخاصة

التفكير النقدي هو مهارة مكتسبة، لا تُعنى بإبراز السلبيات والعيوب كما هو متعارف، بل يمكن تعريفها بالتالي..

القدرة على تحليل وفحص الأفكار والمعلومات والنظريات من زوايا مختلفة في ضوء الأدلة المتوفرة، للتحقق من صحتها ودقتها، ومن ثم إطلاق الحكم عليها.

وعلى ضوء التعريف، ربما يؤمن كل منا أن بداخله عقلا ناقد، لذا دعونا نتحقق من ذلك مع هذه العلامات

تنمية بشرية
تنمية بشرية

1-هل تقرأ الأخبار من مصادر متعددة؟

صاحب التفكير النقدي، يعلم أن الساسة وأصحاب المصالح يسيطرون على وسائل الإعلام، ومن الطبيعي أن يكون لكل وسيلة إعلامية ميولها (مهما ادعت الحياد)، بل ربما تكون هذه المنابر الإعلامية مجرد أدوات لبث أفكار وأخبار يرتضيها تيار معين.

لهذا يحاول هذا المفكر الاطلاع على الأخبار من مصادر متعددة ومختلفة الميول؛ ليستطيع تكوين فكرة أوسع وأعم عن العالم الذي يعيش فيه.
2-هل يمكنك اجراء نقاش عقلاني مع من يختلف معك؟

لا يملك الجميع الجرأة الدخول في نقاش متزن مع من يخالفه وجهات النظر. لكن صاحب التفكير النقدي يراها فرصة جيدة للتعرف على أفكار معاكسة (حتى وإن لم يقتنع بها).
3-هل انت مستعد لتغيير وجهة نظرك عندما يتبين لك خطئها؟

في الواقع تغيير وجهة النظر أمر صعب للغاية، لأنه يُمكن أن يُعتبر (من البعض) نوعا من التناقض أو التنازل. لكن المفكر الناقد يعلم بأنه من المستحيل أن يكون محقا بشأن كل شيء، فهو أكثر قابلية للاعتراف بخطئه.
4-هل تتضايق من السجالات المشخصنة؟

المفكر النقدي ينزعج بشدة عندما يرى نقاش لا يتمحور على أسس منطقية – وذلك بغض النظر عن توجهاته وميوله الشخصية – فضلا عن النقاشات التي تقوم على تبادل الآراء في الأمهات والآباء.
5-هل تتطور كل يوم؟

رفيقنا المفكر دائما ما يشعر بالنقص وبالحاجة الدائمة للتعلم، لذلك فهو يملك الحافز الذي يجعله يعمل للرقي بنفسه ولتطوير مستوى تفكيره باستمرار.
6-هل أنت مولع بتعلم طريقة عمل الأشياء من حولك؟

هل تُتهم بأنك دودة كتب؟ أو مدمن أخبار؟ لا تقلق أنت في الطريق الصحيح، فهذه علامة على فضولك الكبير، وتعطشك للعلم.
7-هل تملك حس الإبداع والابتكار؟

المفكر الناقد ليس آلة للحفظ والتكرار، فعلى الرغم من أنه يتعلم من نجاحات وتجارب الآخرين، إلا أنه يقوم بوضع بصمته الشخصية بها، بدلا من التطبيق الحرفي الأعمى.

مارس التفكير النقدي.. وكوّن أفكارك الخاصة

حتى الأشياء الجيدة في زيادتها مضره، بقية العلامات تدل على تفكير نقدي مبالغ به..
8-هل تفرط في تحليل المشاكل التي تتطلب حلا بسيطا؟

العقل النقدي يميل إلى الحلول المعقدة، مما يحول المشاكل الصغيرة إلى كبيرة. تذكر أن أفضل الحلول هي أسهلها.
9-هل تتوقع الكثير من نفسك؟

صاحب العقل النقدي دائما ما يبحث عن الكمال، مما يجعله ينسى أنه بشر كغيره، يملك أحاسيسا وعواطف وعيوب.
10-هل تعاني من التفكير الزائد؟

ربما يكون ذلك على حساب تحقيق أهدافك على أرض الواقع.

بعد المرور على هذه العلامات هل ترى نفسك كـ صاحب تفكير نقدي؟ وإن كنت كذلك فبالتأكيد ليس منا شخص كامل، ولازال هناك الكثير لتطوير مهارة التفكير النقدي.

بالإضافة للعلامات السابقة، راعي هذه النقاط أيضاً

مارس التفكير النقدي.. وكوّن أفكارك الخاصة
هل من مستفيد؟

عند قراءة خبر أو رأي ما، من الضروري التساؤل عن الفائدة التي سيجنيها أحد الأطراف من كتابة شيء كهذا، بما فيهم الكاتب أو الناشر.
اسأل عن المصدر

كما تعلم، هذه الشبكة العنكبوتية مليئة بالغث والسمين، لذلك قبل إبداء رأيك، تتبع مصدر الحكاية.
ابحث عن الثغرة الواضحة

مارس التفكير النقدي.. وكوّن أفكارك الخاصة

كثيرا ما يدس السم فالعسل، فتوضع بين جمل صحيحة لا غبار عليها، رأيا يُراد تمريره، مما يجعلك توافق لا إراديا على كامل المحتوى.
تعلم المغالطات المنطقية

إنها وصفتك للتمييز بين المنطق السليم والسقيم، طريقك لكشف محاولة تمرير الأفكار الخاطئة. أنصحك بالاطلاع على ما كتبه الدكتور محمد القاسم في المغالطات المنطقية

كيف تكشف المغالطات

كيف تكشف المغالطات 2

مارس التفكير النقدي.. وكوّن أفكارك الخاصة

ويمكنك أيضا استعراض أشهر المغالطات بشكل مختصر بـ مدونة المنطق.

وقراءة هذا الكتاب المصور عن المحاورة بالحيلة – الذي يطرح المغالطات بشكل مبسط وظريف – فكرة رائعة أيضا.

مارس التفكير النقدي.. وكوّن أفكارك الخاصة
اطرح الأسئلة دائما

لابد من طرح هذه النوعية من الأسئلة لتمييز الحقيقة عن الهراء..

كيف علمت ذلك؟ هل هذا رأي أم حقيقة؟ على أي أسس بنيت ذلك؟ على أي دراسة علمية بنيت هذا؟

هذه النوعية من الأسئلة يمكنها مساعدتك في التمييز بين الفرضية من المعلومة، واستخراج المصادر ان وجدت.

ماهي وجهة النظر المخالفة؟ ماهي أبرز مآخذهم؟ من يشاركك هذا الرأي؟ ومن يعارضك؟

هذه الأسئلة تساعدك في اتخاذ قرار اكمال المحادثة أو انتهائها، عن طريق التمييز بين من يردد كالببغاء، ومن هو مطلع بالفعل.
واجه انحيازاتك

مارس التفكير النقدي.. وكوّن أفكارك الخاصة

من الطبيعي أن يميل الإنسان لأفكاره السابقة، فالعقل يرتاح للمعلومات التي يعلمها مسبقا، وينزعج من الجديد والغير متوقع، لذا لتطوير تفكيرنا المنطقي، لابد من مواجهة عواطفنا واستعراض وجهات النظر المختلفة بشكل حيادي.

وللمزيد اقرأ عن نقطتي الانحياز التأكيدي ورسوخ الاعتقاد بمقالة مغالطات في التفكير النقدي للدكتور محمد القاسم.

تذكر دائما أن التفكير مهارة قابلة للتطوير، فمرنها بالاطلاع على وجهات النظر المختلفة، أما إذا استمريت في قراءة ما يدعم مواقفك ووجهات نظرك فقط، فانسى أمر هذا الموضوع تماما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *