محمد فتحى يكتب | ميادة وميرى والنقيب… وانا وانت

محمد فتحى يكتب | ميادة وميرى والنقيب… وانا وانت

محمد-فتحي

(1)

الإخوان قتلة وأغبياء، والداخلية بلطجية.. هل عندك مانع؟

(2)

التعميم خطيئة، لكنه فى حالة الإخوان المسلمين/الأعداء حلال، وفى حالة الشرطة حرام.

يقول المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية إن الإخوان هم من قتلوا ميادة أشرف زميلتنا الصحفية التى تخرجت فى 2013، ولم تجد مكاناً تعمل به سوى دستور رضا إدوارد فألقاها رئيس التحرير فى (القسم الميدانى) لتنزل البنت التى لم تتدرب يوماً على العمل فى هذه الأجواء وتغطى أحداثاً يمكن أن تقتل فيها، لكنها مقتنعة أنها تفعل ما تحب، وأنها الفرصة الوحيدة لضمان الوجود فى المكان.. ميادة سبّها الإخوان من قبل، أخذوا منها كاميرتها، تعرضت لاعتداءات لفظية واستيقاف منهم عند جامعة الأزهر، وحملت لافتة تشير للحسينى أبوضيف شهيد الاتحادية الذى قتله الإخوان ثم ادعوا أنه منهم، وتقول له: مكملين.. ميادة أشرف قُتلت، ولحقت بالحسينى أبوضيف.. مكملين.

(3)

كيف جزم المتحدث باسم الداخلية بأن الإخوان قتلوا ميادة؟

ما يمكن الجزم به حقاً هو أن الإخوان قتلوا ميرى.. ولم يقتلوها طعناً بالأسلحة البيضاء كما أعلنت الشرطة فى البرامج والأخبار، بل برصاص حى.

لكن لحظة.. من يستطيع أن يجزم بأن الإخوان قتلوا ميرى؟

ومن يستطيع أن يجزم أن الشرطة قتلت ميادة؟

(4)

بعد مقتل ميادة ادعت مواقع إخوانية أنها إخوانية فظهرت صورة لها ترفع علامة النصر بجانب ضابط شرطة وضابط جيش، وكنت أظن أنهم سينكسفون على دمهم ويكفّوا أذاهم عن بنت أصبحت بين يدى الله ولا تحتاج لمن يتاجر بها، لكن الاستراتيجية تغيرت لتكون: قتلها من فوضتهم لقتل غيرهم!! ونعم القذارة.

(5)

أحلام كانت مع ميادة فى لحظاتها الأخيرة.. شهادة أحلام أنها جرت هى وميادة فى شارع جانبى بعد أن قال لهم أحدهم إن الشرطة «بتضرب حى». أمسكت بيدها قبل أن تفقدها، وحين عادت وجدتها غارقة فى دمائها، والرصاصة من الخلف. يسألها الواقفون: من أين جاء الرصاص. تقول أحلام: من ناحية الشرطة.

هل يمكن الاعتماد على شهادة أحلام؟

(6)

نقيب الصحفيين لم يسكت.. لدينا نقيب صحفيين دمه حر. يأتيه تليفون من أحدهم فيقول: بسرعة يا أستاذ فلان لأنى فى اجتماع بعد إذنك، وحين يكون محدثه لمداخلة فى برنامج يقول له: تمام.

صحيح هو يعانى من أزمة أن برنامجه فى النقابة لم يطبق كما وعد، وأن برنامجه التليفزيونى الجديد لا يشاهده أحد، لكنه -مشكوراً- جرى إلى مستشفى هليوبوليس حيث الجثمان، وقيل إنه طُرد شر طردة، وأجرى مداخلة مع لبنى عسل فى «الحياة اليوم»، ثم قدم وخاطب النائب العام لندب قاضى تحقيق، وقال إنه لن يثنيه أحد عن أخذ حق ميادة، وكلام من هذا القبيل.

سيادة النقيب.. هل جئت بحق الحسينى أبوضيف؟ هل فعلت شيئاً لشهداء الصحافة أكثر من قرارك برسم صورهم على مدخل النقابة؟

سيادة النقيب.. تفرغ لبرنامجك التليفزيونى فهو يحتاجك أكثر من النقابة.

(7)

الآن لدينا شهيدتان: ميادة أشرف، وميرى. لن يأتى أحد بحقهما، لأن حقوق من سبقهما لم تأت بعد، ولم يُعرف قاتلهما على وجه التحديد وما إذا كان يحمل علامة «رابعة»، أم يحمل دبورة على كتفه، وسيشكك الجميع فى التحقيقات فى النهاية.

الآن لدينا إرهاب من نوع آخر.. يقفز فى وجهك حين تريد محاسبة المخطئ والقاتل من الداخلية، فيرد عليك المبغبغون: إحنا فى حرب. الداخلية تحميك. الداخلية تدفع الثمن من دماء أبنائها، والرد على كل هؤلاء: ما ذنب ميادة وميرى؟

أم ستقولون: إيه اللى وداهم هناك؟!

(8)

استباحة دماء الأبرياء، والمتاجرة بها، واعتبارها «نقوط فى فرح» بين معسكرين كل منهما يلقى بالتهمة على الآخر لن ينفى أن التعميم خطيئة

ورغم ذلك.. الإخوان قتلة وأغبياء.. والداخلية بلطجية.

عندك مانع؟

 

 

 

 

 

 

 

المصدر:الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *