ابراهيم عبد العزيز سعودي يكتب | رسالة الى هشام الكومي

ابراهيم عبد العزيز سعودي يكتب | رسالة الى هشام الكومي

ابراهيم-سعودي-2

عزيزي الأستاذ هشام الكومي نقيب محامين الجيزة

هذه رسالة اليك لا تنقصها الصراحة ، وهذه رسالة عنك لا تنقصها الصراحة

هذه شهادة لك لأنك تستحقها ، وهذه شهادة عليك لأنك تستحقها

هذا رأيي ربما يصلك ، وهذه نصيحتي ربما تسمعها

ولعلك أكثر من يعلم أنني أحب شخصك الخلوق ، رغم خلافي العميق والقديم في الرأي مع تنظيم جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي اليها ، ولقد أحببت شخصك لا لشئ إلا لأنني وأشهد الله ومنذ تعرفت عليك حين كنت أنت عضوا عن الشباب في نقابة الجيزة وتعاونت معك ومع الصديقين المقربين لي ولك مجدي المهدي وأشرف الروبي في لجنة الفكر التي كنت أنت مقررا لها ، فما شهدتك يوما خلطت بين عضويتك لتنظيم الإخوان وبين عملك النقابي ، الذي كنت أراك فيه دائما نموذجا رفيعا للخلق والأدب وسعة الصدر ، تعامل الجميع على السواء بل تقدم لخصومك أكثر مما تقدم لأصدقائك من خدمات ، ولذا لم أتردد لحظة في أن أساندك حين ترشحت نقيبا للجيزة حين رأيتك الأفضل بين من ترشحوا في حينها ( بل ولعلها المرة الأولى التي أصرح فيها بأنني ترفعت عن نصيحة مغرضة من شخص ـ كان يظهر لي كذباً المودة والصداقة  حتى وقت قريب ـ  بأن أترشح في مواجهتك على ذات المنصب ) . 

ويعرف المتابعون للشأن النقابي أنني وفي نفس اللحظة التي كنت أساند فيها ترشحك كنقيب للجيزة كنت أخوض معركة هجوم شرسة على إخواني آخر ترشح نقيبا للأسكندرية هو صبحي صالح الذي كنت أراه نموذجاً للكذب والوقاحة والفجاجة والانتهازية السياسية والميكيافيلية الاخوانية ، ولا أذكر بأنني سعدت في انتخابات نقابية بقدر ما سعدت بنجاحك في الجيزة  ، كما سعدت أيضا بنفس قدر الشعادة بإخفاق وفشل صبحي صالح في الأسكندرية . 

لكنك يا عزيزي ومنذ صرت نقيبا للجيزة ، كان الحلم في شخصك والحياء في طبعك ، والسماحة في خلقك ، والسعة في صدرك عائقا كبيرا بينك وبين  الحسم اللازم والحزم الواجب لإصلاح ما فسد طويلا في هذه النقابة ، فترددت في مواجهة فاسدين وتقاعست عن الوقوف في وجه أفاقين ، حتى جاء اليوم ليرميك الفاسدون بفسادهم وأنت طاهر اليد ، ويتقول عليك المتقولون بخيانة الأمانة وأنت خير أمين .

ولتسمح لي أن أقول في صراحة أنك الذي منحتهم هذه الفرصة الذهبية بتخاذلك عن مواجهة أصحاب الحناجر الصاخبة ، والعقول الخاوية داخل نقابة الجيزة ، وزاد الطين بلة غيابك الغامض عن المشهد النقابي بعد السقوط المدوي لتنظيم جماعة الاخوان في المشهد السياسي ، فتركت منصبك الرفيع مفوضا فيه من لا وزن له ولايستطيع ولا يستحق ، حتى ضلت نقابة الجيزة  الطريق وحادت الأمور فيها عن جادة الصواب ، وصارت نقابة الجيزة مرتعا للتخبط وسوء الادارة فماعت الأمور فيها وتهددت مصالح المحامين بها ، واختفت نقابة الجيزة التي كانت لها يوما الريادة في تصدر المشهد الثقافي القانوني في مصر ، فإذا بالنقابة العريقة التي كانت قبل سنوات تصدر الثقافة القانونية الى ربوع مصر ، وقد أصبحت متجرا تباع فيه حلوى المولد ! 

لذا أدعوك يا عزيزي هشام ، وبكل ما أعهده فيك من ايمان وصدق وحرص على مصالح المحامين أن تتقدم في شجاعة باستقالتك أنت ومن تبعك من الإخوان في مجلس نقابة الجيزة ، وأن تقدم مع استقالتك في وضوح كشف حسابك عن الفترة التي ائتمنك فيها المحامون على نقابتهم بكل شفافية .

اللهم قد بلغت … اللهم فاشهد

للتواصل مع الكاتب عبر حسابه على فيس بوك

https://www.facebook.com/ibseoudi

وعبر صفحته الشخصية على فيس بوك

https://www.facebook.com/ibrahem.seoudi?ref=hl

ولمتابعة مقالاته وآرائه

https://www.seoudi-law.com/?cat=4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *