انفراد «التحرير» بديباجة الدستور يثير جدلاً داخل اللجنة وخارجها

انفراد «التحرير» بديباجة الدستور يثير جدلاً داخل اللجنة وخارجها

دستور مصر

انفراد جريدة «التحرير» فى عددها أول من أمس بنشر الصيغة النهائية لديباجة الدستور التى كتبها الشاعر سيد حجاب لعرضها على أعضاء لجنة الخمسين لتعديل الدستور، لمناقشتها أو أخذ التصويت النهائى عليها، أثار موجة كبيرة من الجدل سواء داخل لجنة الخمسين نفسها أو خارجها.

الديباجة التى نشرتها «التحرير» تضمنت لفظ «مدنية الدولة» والإشارة إلى ثورة 25 يناير و30 يونيو، ووصفت الظرف التاريخى الذى يُكتَب فيه الدستور الآن، ولم يرد بها التفسير الذى يطالب به حزب النور السلفى لجملة «مبادئ الشريعة الإسلامية» فى الدستور.

المناقشات التى دارت حول الديباجة داخل لجنة الخمسين لم تنتهِ بعد، وقررت اللجنة تشكيل لجنة مصغرة برئاسة الشاعر سيد حجاب نفسه للتوافق حول أزمتَى النص على مدنية الدولة التى يرفضها ممثلو الأزهر الشريف باللجنة وممثل حزب النور السلفى وكذلك تفسير كلمة «مبادئ الشريعة الإسلامية» التى يطالب بها النور ويرفضها أغلب أعضاء اللجنة.

الديباجة التى قدمها سيد حجاب إلى اللجنة كانت الصيغة الرابعة تقريبًا لما كتبه الشاعر الكبير، قبل أن يضيف إليها ويحذف منها بعض الجمل بعد تلقيه ملاحظات عليها من عدد من المشاركين فى أعمال اللجنة، ويواجه سيد حجاب أزمة مع صلاح فضل عضو لجنة الصياغة بالخمسين الذى يريد إدخال تعديلات جوهرية على الصياغة التى كتبها حجاب وعرضها على اللجنة، ولم تُحسَم الديباجة النهائية حتى كتابة هذه السطور مساء أمس.

يُذكَر أن ديباجة حجاب تبدأ بأن «مصر هبة النيل للمصريين، ومصر هبة المصريين للإنسانية، وإن مصر بعبقرية موقعها وتاريخها تاج على رأس إفريقيا، ومصب لأعظم أنهارها: النيل، والنيل شريان الحياة لمصر والمصريين، ومصر بعبقرية موقعها وتاريخها قلب العالم، فهى ملتقى ثقافته وحضاراته، ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، ومصر وطن خالد للمصريين، ورسالة سلام ومحبة لكل الشعوب».

كما استعرض حجاب خلال الديباجة التى قدمها للجنة بأنه «فى أرض مصر شب كليم الله، وتنزلت عليه الرسالة فى طور سينين، واحتضن المصريون السيدة العذراء ووليدها، وقدموا آلاف الشهداء دفاعًا عن العقيدة الحقة لكنيسة السيد المسيح، ثم انفتحت قلوبنا لنور الإسلام، فاعتنقناه، وقدمنا الشهداء فى سبيل الله، ونشرنا رسالة الحق وعلوم الدين فى العالمين».