عشـرُ خرافات حول ” الإبداع ” عليك ان تتوقف عن تصديقهـا !

عشـرُ خرافات حول ” الإبداع ” عليك ان تتوقف عن تصديقهـا !

الابداع

يعتقد الكثيرون ان الإبداع حكر على بعض المحظوطين القلائل و الذين يمكنهم ان يطلقوا العنان لابتكاراتهم بينما لا يستطيع الآخرون ، و لكن يبدوا أن تلك الأفكار التي كنت تقنع نفسك بها حول قدرتك على الإبداع خاطئة .
في بحث تحت مسمى ” خرافات الإبداع The Myths of Creativity “ قام (ديفيد بركس ) بتوضيح الأمر ؛ فالبحث يقول أن الأشخاص ذوي المستوى العقلي البديهي يمكنهم من خلال التدريب و الممارسة ان ينتجوا أفكار و مشاريع و حلول مبدعة .
و لكي تسمح لنفسك بإستخراج الإبداع من منجمه المدفون بداخلك عليك أن تتخلى عن تلك الخرافات :
الخرافة الأولى : وجدتها !
قد تظن ان الأفكار الإبداعية إنما هي لحظة عابرة يخرج فيها الإبداع بصورة فجائية. يوضح البحث ان تلك الفكرة التي تظنها لحظية إنما هي نتاج معلومات و مواقف مررت بها و جمعت مع بعضها البعض و بعد معالجتها في عقلك الباطن تخرج إلى النور بعد اكتمال العمل الشاق دون ان تشعر به .
الخرافة الثانية : الابداع بالوراثة
لا يوجد جين يسمى بجين الإبداع ، فالآباء المبدعون ينجبون أطفالا يحملون الجين المبدع بينما غير المحظوظين لا يمكنهم الحصول عليه !..  البحث يثبت العكس تماما فالأشخاص الأكثر جهدا و عملا و لديهم ثقة بأنفسهم يصلون في النهاية إلى حل معادلة الإبداع و بدون جينات .
الخرافة الثالثة : ابداعاتي تخصني
يوجد أشخاص يحتفظون بأفكارهم الإبداعية لانفسهم ظنا منهم انها حكرا عليهم فهم من اكتشفوها ، لكن يشير البحث ان الأفكار في الأساس ما هي إلا نتاج الأفكار القديمة مع التحسين و التعديل و أن مشاركة هذه الأفكار مع الآخرين يساعد على مزيد من الإبتكار .
“بالطبع هناك بعض الأفكار تكون سرا لا يمكن إفشائه كالمنتجات الجديدة في الشركات ، لكن يفضل ان يعمل عليها فريق بدلا من شخص واحد ”
الخرافة الرابعة : الخبير هو الاكثر ابداعاً
هذه بالذات نعاني منها في مجتمعاتنا العربية بصورة كبيرة للغاية و هي اعتماد الشركات على الأشخاص الأكثر خبرة في حل المشاكل الصعبة و المستعصية للخروج بأفضل الحلول الإبداعية..
مع ذلك يشير البحث أن تلك الأفكار المبتكرة التي تبحث عنها من الأرجح انها موجودة عند أشخاص ليس لديهم خبرة و لا يعرفون ما هي الأشياء التي لا يمكنك أن تفعلها – و في الحقيقة أراها منطقية فكيف تطلق العنان لإبداعات أشخاص أغلبهم يحددون إبتكاراتهم برصيد خبرتهم – .
و لدينا في الدول العربية مشكلة تتعدى هذا الأمر ، فنحن لا نثق في الشباب بل حتى في خبرائنا المحليين لحل المشكلات التي تمر بها بلادنا و شركاتنا و دائما ما نبحث عن ( الخبير الأجنبي ) .
الخرافة الخامسة : الحافز أساس الابداع
يبين البحث خرافة أخرى مستندة على خرافة الخبير و هي أن الحافز الأعلى ماديا أو غيره ، يطلق مزيدا من الإبداع لدى الناس . يرى البحث ان هذا خاطىء فمع أهمية الحافز ، إلا انه قد يكون ضرره أكثر من نفعه حيث يتعلم الناس كيف يتلاعبون بالنظام للحصول على المكافأة !
الخرافة السادسة : المبـدع هو نموذج لسوبرمان
نميل دائما إلى نظرية الشخصية الفذة او البطل الخارق ، و هو الشخص الذي يقوم بحل المشكلات و اختراع الأشياء الجديدة و إنجاز الأمور العظيمة في هذا العالم . لا يوجد أي إنجاز كبير في العالم و في أي مجال من المجالات يحدث بمجهودات فردية لشخص واحد ، و حتى العلماء الحاصليـن على جوائز نوبل في العلوم يعمل معهم فريق متكامل ، و لا ينجزون الأبحاث مفردهم و الإبداع كذلك هو نتاج عمل جماعي و ليس نتاج عقل وحيد .
الخرافة السابعة : العصف الذهني
الكثر من الخبراء يبشرون الناس بأن العصف الذهني و المجموعات النقاشية يمكنها ان تبدع عن طريق بحث كل الطرق الممكنة بغض النظر عما يمكن ان تصل إليه حدود النقاشات. الوقع ان الأفكار الإبداعية لن تخرج دائماً بمجرد التحاور و مشاركة الأفكار مع بعضنا البعض في جلسات نقاشية !
الخرافة الثامنة : الصداقة وليس التنافسية
تقوم الشركات المؤمنة بتلك الخرافة بتوفير مناخ ” مرح ” لموظفيها فنجد مساحات اللعب الخضراء و ألعاب الفيديو و مساحات الطعام المجاني حيث يعمل الجميع معا في سعادة .
الكثير من الشركات الأكثر إبداعا توفر مناخا من المعارضة و الصراع بين الموظفين لإطلاق ابداعاتهم .. لا شك أن مناخ التصادق و المرح فيما بين الموظفين يحسن من أداءهم و لكن يجب أن تكون هناك منافسة بين الموظفين تبقى علي رغبتهم في التحسن و التقدم أكثر .. و ذلك ما توضحه الآية الكريمة ” وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ “
الخرافة التاسعة : القيــود تعيق الإبداع
خرافة أخرى منتشرة للغاية أن القيود تعيق الإبداع ، فالأشخاص الأكثر إبداعا هم الذين تتاح لهم مصادر غير محدودة .. في الحقيقة هذا التفكير خاطىء غالباً ، فعلى العكس كلما كانت هناك تحديات أكثر و قيود أكبر على الأشخاص يدفعهم ذلك للإبداع و الإبتكار للتغلب على الصعوبات ..
و كما يقولون ” الحاجة أم الإختراع “ .
الخرافة العاشرة : هــــذه هي !
يعتقد البعض بصورة خاطئة انه ما دام قد استطاع الوصول إلى الفكرة فقد حقق النجاح و الإبداع المنشود ، لكنه ينسى أو يتناسى أنه مازال في أول الطريق فالأفكار مجانية ! ..
أما ما على الناس فعله حقا ان ينفذوها على ارض الواقع و يطوروها و يسوقوها بطريقة صحيحة و حينها يتحقق الإبداع !
******************
كم أعاقت هذه الخرافات من إبداعات و إبتكارات شابة و طاقات ملتهبة في داخل كل واحد من المعتقدين فيها و تأخر من وصوله لحلمه !
هل كنت – أو مازلت – مؤمنــاً بهذه الخرافات أو بعضها ، وتعول عليها سبب تأخر الإبداع داخلك كشخص ، او فى فريق عملــك كمؤسسة ؟

 

 

 

المصدر: مجلة أراجيك

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *