عماد الدين أديب يكتب | صعوبة الزمن الآتى!

عماد الدين أديب يكتب | صعوبة الزمن الآتى!

عماد-الدين-أديب

«يجب أن تؤمن بأنك قادر على الفوز»، تلك هى الخطوة الأولى المبدئية التى يجب أن تتلوها خطوات عملية وموضوعية تحقق لك الفوز وتنقل حلم الفوز إلى واقع.

ولم يدخل أحد فى مباراة، أو مسابقة، أو انتخابات، وهو مكتفٍ مبدئياً بفكرة «يكفينى التمثيل المشرف» وفاز!

المشاركة الصورية، أو المشاركة من أجل شرف التجربة، هى أمر عبثى فيه مضيعة للوقت، واستنفاد حقيقى للطاقة البشرية.

وقد يكون من حق أى مواطن تنطبق عليه الشروط، أن يتقدم للترشح، وإذا ما انطبقت عليه الشروط المنظمة، أصبح لديه الحق القانونى والدستورى فى المنافسة على لقب رئاسة الجمهورية، لكنه يعلم مسبقاً أنه لن يفوز.

والفوز بأصوات الشعب المصرى مسألة شديدة التعقيد، لأنها مرتبطة بقانون الفعل ورد الفعل الخاص الذى يرتبط بالشخصية المصرية.

الرضاء الشعبى عن السياسى مسألة شديدة البساطة وشديدة التعقيد فى آن واحد.

هى شديدة البساطة، بمعنى أن المواطن المصرى يعطى صوته ويلقى بكل ثقله خلف السياسى الذى يثق فيه، بمعنى أن يساند المرشح الذى يدخل قلبه ويقنعه عقلياً.

العاطفة قبل العقل، والمشاعر قبل المصلحة، هى التى تحرك المواطن المصرى فى المراحل الأولى فى الاختيار.

وتزداد المسألة تعقيداً إذا ما وقع المرشح فى اختبار عملى يتعلق بالمصالح الخاصة بالمواطنين، وعجز لأسباب موضوعية وظروف قهرية أكبر منه عن حل المشاكل أو تحقيق الأحلام.

هنا، وهنا فقط، يتحول الحب الجارف إلى نقمة، وتتحول العواطف الإيجابية إلى سلبية وتخرج المظاهرات التى طالبت بالرجل زعيماً للبلاد منذ أشهر معددات بهتافات تطالب بتنحيه وسقوطه.

من هنا، يتعين على كل من يتصدى للمسئولية فى مصر المحروسة أن يعلم أن الناس لن توقع له على بياض، ولن تعطيه كل الوقت الذى يحتاجه، ولن ترحمه إن تأخر، أو تهاون، أو تغافل، أو أجل تحقيق أى مطلب لهم.

القسوة التى سوف نشهدها فى المستقبل القريب ليست قسوة الحاكم، ولكن قسوة حكم المحكومين عليه!

سمة المرحلة المقبلة هى قلة الصبر، وضياع التسامح، وقسوة محاسبة صانع أى قرار.

 

 

 

 

 

 

المصدر:الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *