محمد فتحى يكتب | ونقول كمان: #انتخبوا_مصر

محمد فتحى يكتب | ونقول كمان: #انتخبوا_مصر

محمد-فتحي

صحيح.. لماذا لا ننتخب مصر؟

لماذا اختصرنا الانتخابات فى «السيسى وحمدين»؟

مصر أكبر من «السيسى وحمدين»، ولذلك سأنتخب مصر.

طوال العامين السابقين عشنا حالة مراهقة سياسية غير عادية، قمنا فيها باستخدام أكثر الأساليب انحطاطاً للنيل من خصومنا والمختلفين معنا فى الآراء، ومؤيدى المرشح المنافس لمرشحنا أياً كان، وكانت النتيجة أن الجميع يكره الجميع، وأن السياسة أفسدت الإنسان الموجود داخل كل منا، وأن الجميع طالهم الأذى لمجرد أنهم تجرأوا وأعلنوا مواقفهم.

لم يقبل أحد اعتذار الآخر، ورحنا نثبت أننا شعب لا يحب التوبة.

اعتبرنا أن كل مؤيدى شفيق «فلول وأمنجية»، وكل مؤيدى مرسى إخوان وعاصرى ليمون، وكل مؤيدى «صباحى» ثورجية ومالهومش فيها، وكل مؤيدى أبوالفتوح ممسكى العصا من المنتصف والخلايا النائمة للإخوان، ورحنا نتهم الجميع بأنهم قبضوا الثمن، أو باعوا القضية، أو سلموا البلد للإخوان، وكأن كاتب المقال هو الذى حرك ملايين، وكأن وقفة فيرمونت التى كانت بعد انتخابات الإعادة أساساً كانت سبباً فى سقوط مصر، رغم تخلى كثيرين فيها عن دعم مرسى بعد أن ثبت لهم أنه لا يستحق هذا الدعم، وكأن هؤلاء الذين استقالوا من مناصبهم كمستشارين لمرسى خونة وعملاء وقفزوا من السفينة بعد أن كانوا أبطالاً لأنهم قبلوا المسئولية كما قال عنهم الإخوان، أو بايعين أنفسهم للإخوان كما قال خصومهم، فيا لنا من بشر!! ويا ويلنا من أنفسنا على أنفسنا.

طيلة الأيام السابقة، والسؤال المباشر الذى يسأله كثيرون لى: هتنتخب مين؟ وكأنه ينتظر إجابتى لا لترشده، لكن ليستخدمها فوراً فى تصنيفى، واعتبارى شماعة فشل الرئيس المقبل أياً كان، فأصبح مضللاً ومخرفاً كبيراً.

طيلة العامين السابقين لم ينتخب أحد مصر (بتاعتنا)، بل انتخب مصر (بتاعته) ممثلة فى مرشحه، وتفرغ تماماً للقدح والذم فى الآخرين، بمؤيديهم بسَلَطاتهم ببابا غنوجهم، وبدلاً من أن يستفيد الجميع من الجميع من أجل هذا البلد، حارب الجميع الجميع من أجل نفس البلد صاحب البخت المايل.

ولذلك فالموضوع ليس «سيسى وحمدين وإخوان»، ولا حتى من ماتوا ظلماً من كل الأطراف، ولن يأتى أحد بحقهم للأسف، حيث الكل على ما يبدو مات فطيس، ولن يحاسَب القتلة الحقيقيون.

الموضوع باختصار هو مصر..

ولذلك سأنتخب مصر..

لن أختصر مصر فى اسم مرشح، لكن سأنتخب الأمل فى بلد محترم، أياً كان الرئيس القادم، والعمل من أجل أن يكون هذا الوطن فيما يستحقه من منزلة.

سأنتخب مصر، ولن أكون أبداً يداً تهدم، بل سأكون يداً تبنى حتى ولو حاول الآخرون الهدم.

سأنتخب مصر، وسأدعم الرئيس القادم أياً كان فى الحق وليس فى الباطل، مدركاً أن الله سيسألنى عن ذلك، ومتفائلاً به، حتى يثبت العكس، ويثبت أنه لا يستحق هذا الدعم، فأعارضه وأقف ضده، وأنزل مع غيرى من الناس لخلعه، وهو الاحتمال الذى يرونه بعيداً ونراه قريباً.

سأنتخب حق الناس فى حياة كريمة، ورعاية صحية، وحرية يستحقونها، وحقوق أساسية لن ينزعها منهم أحد، وسأحارب فى صف كل من يأخذ حق الناس الغلابة ويسعى عليه، وسأقف -مع غيرى- ضد كل من يريد عودتنا للوراء.

سأدعم بلدى فى شخص الفائز أياً كان.

وسأقول لأولادى فخوراً إننى أنتخب وطناً بحجم الحلم.

أكبر من كل الأسماء، ومن كل الأعداء.

وإننى حين اخترت، اخترت أن أقف بجوار البلد.

بغض النظر عن اسم الرئيس القادم.

اللهم الطف بهذا البلد، وامكر له ولا تمكر به، واستخدمنا فى الحق، وأبعدنا عن الباطل، واجعل حبنا له سبباً فى دخولنا الجنة.

#انتخبوا_مصر

و#تحيا_جمهورية_مصر_العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *