موت قريب l سارة عابدين (شاعرة وتشكيلية)

كابل الكهرباء المفتوح يهمس أن الموت قريب الموت يبتلع الحياة
ولا يتجشأ ما تبقى
الموتى لا يعودون من هناك
النافذة التي سقط منها الشاب العشريني تؤكد أن الموت قريب
نفس النافذة التي تقتات العصافير على قمحها الصغير وتخمشها القطيطات بأظافر لم تكتمل بعد
الحبال التي تراخت لتسقطه من بينها
اشتدت الآن لتتحمل عبء الملابس الشتوية الثقيلة
ميكرفون المسجد المعلق على طرف النافذة لم يذكره بصوت الشيخ
الذي يردد آيات تحرم الانتحار
صاحب المحل الصغير
لم ينتبه لإزالة طاولة الكعكات الصغيرة
الكعكات محفز جيد للحياة
مع بعض العصائر الملونة نستطيع أن نحتفل بعيد ميلاد يومي ونرقص
لمّا يرغب أحدهم في السقوط على الكعكات الملونة الطفلة في النافذة تحمل السلة المزينة بالدانتيلا
في انتظار الكعكات الملونة لم تعرف بعد أن الكعكات انهزمت أسفل ثقل الشاب الموت الآن يحوم حول الطاولات
يتمطى أسفل السيارات المتهالكة ككلب ضال يتسلق الملابس المدلاة على حبال الغسيل
يتسرب من بين فتحات الشيش
دون أن يترك أثراً على الخشب المُترب
كابل الكهرباء ما زال مفتوحاً
نسيت أن أغلقه في سطر سابق قبل نهاية القصيدة الجمع منشغل بالشاب المتردي من النافذة
يخشون الاقتراب من الكابل المفتوح
وأنا …
نفس المرأة التي كانت تظن
أن أغنية الحياة
بوسعها أن تطغى على ترنيمة الموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *