نوارة نجم تكتب| أنا جيت من سويسرااااااا

نوارة نجم

 

قال الببلاوى، فى مؤتمره الصحفى الذى توعدنا فيه: «إنه لا تراجع عن قانون التظاهر، وإن قانون التظاهر هذا هو أفضل من قوانين إنجلترا وفرنسا وأمريكا وسويسرا!» سويسرا؟ ده كلامك؟ للحظة، تخيلت أننى أشاهد فيلم «كركر»، وأن الببلاوى على وشك أن يصرخ فينا: أنا جيت من سويسراااااااااا هاهاهاهاهااااع… أتظاهر معاكوووووو. طيب حيث إن قانون التظاهر المصرى أفضل من قوانين سويسرا، فإحنا بقى عايزين ناكل سويسرا، ونشرب سويسرا… ابنك مجنون يا حاج.

ويظل السؤال يلح على الجميع: لماذا ليس لدينا تأمين صحى مثل سويسرا؟ أو تعليم مثل سويسرا؟ أو خدمات مثل سويسرا؟ اشمعنى قانون التظاهر بس هو اللى زى سويسرا؟ ما إحنا لو عايشين زى سويسرا كنا نتظاهر ليه؟

أما الدكتور حسام عيسى، الذى بالفعل لا أفهم سر تحوله المفاجئ، إذ إنه كان يدافع، وقت حكم الإخوان، عن المتظاهرين، بل عن استخدام بعض المتظاهرين للمولوتوف كشكل من أشكال الدفاع عن النفس أمام «الداخلية» الغاشمة، فإنه يصرح بأن قانون التظاهر واجب لأن مصر فى حالة حرب على الإرهاب!

حقيقة أنا أريد أن أضع يدى على هذه الحرب التى تشنها مصر على الإرهاب، وما هو التقدم الملحوظ الذى حققته مصر فى حربها على الإرهاب؟ نحن نعلم أن جنودًا وضباطًا يقتلون فى سيناء، ونعلم أنه فى المقابل لا تملك قوات السلطة -شرطة وجيشا- أمام هذا العدوان الذى يقتل جنودنا كل يوم، سوى أن تقيم لهم جنازات عسكرية، ثم تقوم بهدم بيوت فى سيناء، يتضح بعد ذلك إنها مملوكة للأهالى والسكان الأبرياء، وكلما مارست القوات توغلها فى سيناء، زادت العمليات المضادة للقوات، وكلما زاد عدد القتلى فى صفوف الجند والضباط. وكلما قام الإرهابيون بعملية ضد قوات الشرطة أو الجيش، انتظرت القوات لتعرف مَن الجهة المنفذة، حتى تقوم الجهة المنفذة ذاتها بالإعلان عن مسؤوليتها، ثم يقومون بعد ذلك بحملة اعتقالات واسعة لا نعرف فيها المظلوم من المذنب، ولما هم شاطرين قوى كده، ما كانوش بيعرفوا مين منفذ العملية قبل أن يقوم منفذ العملية بالإعلان عن نفسه؟

ثم ما علاقة التظاهر فى المدن، بالحرب على الإرهاب فى سيناء؟

وما علاقة ضرب رشا عزب بالحرب على الإرهاب؟ وكيف يكون المغير وعبد الرحمن عز المتهمان فى قضايا قتل بواقعة الاتحادية أحرارًا، بينما يُقبض على علاء عبد الفتاح؟

وكيف يكون الحكم على عدد من طلاب الجامعة بالسجن 17 عامًا فى جنحة شكل من أشكال الحرب على الإرهاب؟ وكيف يكون الحكم على عدد من الفتيات، أكبرهن لم تتجاوز العشرين، وأصغرهن تلبغ الرابعة عشر من عمرها، بالسجن 11 عامًا، لأنهن أطلقن بلالين صفراء مرسومًا عليها علامة رابعة، شكل من أشكال الحرب على الإرهاب؟ يا نجاااااتييييى…. أنفخ البلالين علشان تتحبس 11 سنة. أنتو كده مش حتهمدوا إلا أما أنا شخصيا أرفع علامة رابعة. تنكلون بلاعب كرة، وطلبة جامعة، ومراهقات، وتضربون فتيات وتلقونهن على الطريق الصحراوى، هل هذه حرب على الإرهاب أم حرب على البنات؟ ومن ذلك النطع الذى سيتحمل انتهاكاتكم ضد النساء والقصر لفترة طويلة؟ مَن يتحمل الآن، لن يتحمل غدًا، ومًن يبرر الآن، سيصيبه رذاذكم غدًا، ومًن يُصبر نفسه الآن، سينفد صبره غدًا، وطالما أن أمة الله، التى عرفت بالصبر لدرجة الملل، قد نفد صبرها، فانتظروا نفاد صبر الجماهير تباعًا.

قريبًا سيسأم الناس من جو المارشات العسكرية والقرآن، وسيملون من نغمة: مؤامرة، وحرب، وطابور خامس، وكل هذا الهذيان المحموم، ليلتفتوا فيجدون أن أحوالهم المعيشية من سىئ إلى أسوأ، وأنهم جوعى، وأنهم يريدون أسطوانة غاز، وبنزين، وطعام لأطفالهم، وسيكتشفون أن هذه الحالة التعبوية المزيفة، ليست إلا محاولة للمداراة على فشلكم، هذا الفشل الذى يبدو إلى حد بعيد وكأنه متعمدًا، فلو أنكم تعملون لصالح جماعة الإخوان بأجر شهرى لما تفننتم فى دعمهم ومساندتهم بهذا الشكل.

وكما أن جماعة الإخوان، بحماقاتها وفشلها وفاشيتها، قد أدت بالناس إلى رفع ضباط الشرطة فى الميادين على الأعناق، بل والمطالبة بعودة أمن الدولة، فإن القائمين على الأمر سيدفعون الناس دفعًا إلى القول: إحنا ظلمنا الإخوان وزودناها معاهم… هذه الجملة التى قالها الناس عن مبارك ذاته، إبان حكم الإخوان. ولا أدرى أهى تعويذة ملقاة على كرسى الحكم فى مصر تصيب الحاكم بالغباء، أم أنكم أنتم أصحاب المؤامرة، وتعدون لنا خازوقًا جديدًا بالتشارك مع أولئك الذين تتحججون بهم لتقمعونا؟

إحنا تعبنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *