شجاعة المحامي
أحمل مسئوليتك فى شجاعة
ومارس الشجاعة فى حكمة
المحاماة.. رسالة لا تعرف الخوف
إن كنتَ، زميلي المحامي ، قد أخذتَ بالوصية الأولى ، فآمنتَ بقضيتك ، وتمسّكتَ بالوصية الثانية ، فنهلتَ من العلم ما يعينك على إظهار الحق… فلا تخشَ شيئًا .
تحمّل مسؤوليتك ، وانهض بواجبك في شجاعة .
لا أنسى ما حييتُ وصية أحد شيوخ القضاة ، وكنتُ يومها أخطو خطواتي الأولى في درب المحاماة : “كن قويًا، فالقاضي لا يحترم المحامي الضعيف ، المتردد أو المتلعثم ، القاضي لا يصغي ولا يُنصت إلا لمن يقف أمامه في ثبات “
إياك والخوف ، ولا تُظهر ترددًا ، لا تتخلَّ عن دورك إن ناداك الواجب ، بل دافع عن قضيتك بثقة وشجاعة ، لا تَهَبْ مَن يحاول أن يُثنيك عن أداء رسالتك ، كائنًا مَن كان ، ولا تتنازل عن حقك في الدفاع ، حتى وإن رأيت القاضي يتململ أو يضيق صدره بك ، ولا تظننّ أن إيثارك الصمت أو اختصارك لما أعددتَ من حججٍ ودفوع ، طمعًا في رضا القاضي ، سيجعل كفّة قضيتك تُرجّح .
أنت رسول كلمة … فلا تغادر موضعك حتى تُبلّغ الرسالة .
واعلم أن لا متعة في هذه الحياة تُضاهي تلك اللحظة التي تنطق فيها بكلمة تُبطل بها باطلًا ، وتُقيم بها حقًا .
تذكّر دائمًا : لستَ الأضعف ، ولو بدا القاضي أقوى ، ولستَ الأدنى ، ولو بدا أنه الأعلى ، فشجاعتك وقوتك هما البرهان على أنك صاحب الحق .
لكن إيّاك والتهور، وإذا بلّغتَ رسالتك ، فلا تنساق إلى التزيد ، فبين الشجاعة والتهور خيطٌ دقيق ، وإذا اضطررتَ أن تخوض معركة في ساحة العدالة دفاعًا عن الحق ، أو عن حقك في الدفاع عمّا تؤمن به ، فكن قادرًا على أن تَجرح… لكن لا تُسيل دمًا ، إن الشجاعة، إذا اقترنت بالحكمة ، كفت صاحبها مؤونة الخوف ، ولا تنسَ أن الشجاعة لا تقف وحدها ، بل تشدّ أزرها بالإيمان والعلم ، فالعلم يمنحك الثقة ، والإيمان يمنحك السكينة والطمأنينة أنك على الحق ، والشجاعة هي ثمرة هذه الطمأنينة .
ثلاث وصايا إذًا : الإيمان، والعلم، والشجاعة ، فماذا عن الوصية الرابعة؟
للحديث بقية …
إبراهيم عبدالعزيز سعودي