حتى نكمل الطريق الذي بدأناه في سحب الثقة من سامح عاشور ورفاقه علينا أن نتذكر لماذا بدأناه أصلاً ؟، الكل اليوم يبكي على نقابة المحامين فمن سرق النقابة ومن باعها ومن خانها ومن سكت على فسادها وانهيارها (كلكم يبكي فمن سرق المصحف)، لماذا إذن بدأنا الطريق ؟.
في المشهد الأول :
نقيب مستبد غائب عن نقابته لسنوات يتمسك بمنصبه حتى آخر رمق خشية كشف المستور ما بعد ترك المنصب .
عصبة ظالمة توافقت على امتطاء نقابة المحامين بحثًا عن البزنس والمصالح وصراعات بين جماعة دينية وحزب سياسي لا شأن لها بالمحاماة والمحامين .
نقابة عبارة عن جسد مترهل يترنح لكنه يسير بلا رأس حيث لا نظام يحكم ولا قانون يطبق واللوائح معدومة من الأصل ولا وجود لها فوضى مالية وادارية وتنظيمية بكل معنى الكلمة فشل في المهنة وفشل في الكرامة وفشل في المعاشات وفشل في منظومة العلاج وفشل في تنقية الجداول لم ينجحوا إلا في الفشل .
من هنا قامت الدعوة الى سحب الثقة وتشكلت في 2013 فكرة لا يمثلني كجبهة ضغط معارضة قوامها بالكامل من الشباب لتواجه سامح عاشور ومجلسه الذي كان في حينها توليفة غريبة من جماعة الاخوان المسلمين والحزب الوطني لتتحرك معها المياه التي ركدت طويلا في نقابة المحامين ويبدأ معها تفكيك هذه المنظومة من المصالح المتشابكة والمعقدة، وإنهاء الاستبداد العاشوري والبحث عن الحقوق الأساسية للمحامي في الكرامة والتثقيف والتدريب القانوني والعلاج وخدمات نقابية متساوية للجميع .
ربما لم تنجح لا يمثلني في تحقيق أهدافها حتى الآن لكنها لا تتخلى عنها أبدًا فالمدهش في هؤلاء الشباب أنهم لا يعوفون الاحباط رغم شراسة المعركة و وضاعة الخصوم، ليثبتوا أن المحامين معادن ومعادن المحامين المخلصين لرسالتهم لا تصدأ .
المشهد الثاني :
أحوال النقابة لا تزال كما كانت في المشهد الأول و أسوأ فما الجديد إذن ؟!.
الجديد أن رسالة لا يمثلني وصلت للجميع وصارت معركة سحب الثقة من عاشور ورفاقه بالنسبة لشباب المحامين معركة حياة نقابة المحامين أو موتها وهي عندهم لن تموت أبدًا .
الجديد أيضًا أن وجوه شابة من خارج لا يمثلني بدأت في ضخ دماء جديدة في شرايين نقابة المحامين تحثها على التعافي وانطلقت منها دعوة جديدة لسحب الثقة.
الجديد أيضًا أن انتخابات النقابات الفرعية كشفت عن ديون انتخابية على عاشور صار عليه أن يسددها وهو لا يقوى على السداد بعد أن تعارضت المصالح بين أنصاره وتبددت وعود عاشور لهم ، حاول عاشور أن يرضي جميع أنصاره فخسر غالبيتهم لينضموا الى تيار سحب الثقة بعد أن كانوا حائط صده الأول عن عاشور
الجديد إذن أن خصوم عاشور و أنصاره يجتمعون عليه لأول مرة !!!!.
أما نقطة النظام بين المشهدين أنه علينا ألا ننهي طريقًا بدأناه حتى نبلغ منتهاه فلا يصح أن نتشاجر مع بعض من انضموا الى صفوف سحب الثقة ممن وقفوا ضدها من قبل، ولن نخونهم، ولا يصح أن يكون دخولهم الى المشهد سببًا في تخلينا عن أهدافنا فالأجدى أن نوجه طاقتنا لانتزاع ما نريد وبغير أن نفرط في أن نكون منتبهون تمامًا ومتيقظون أن هناك من سيبيع عند أول ناصية وأن هناك من يسعى أن يكون القيصر الجديد خلف كل قيصر .
ربما سننجح هذه المرة في سحب الثقة وربما لن ننجح لست أدري لكن الأكيد أننا يومًا سننجح وحينها سننتبه للقيصر الجديد بقدر ما سنفرح برحيل القيصر القديم.
المصدر: محاماة نيوز