إني ذاهبة إلى بحرٍ مالحٍ وقهوةٍ مُرّة – شعر – جيلان زيدان

كنتَ قريبا جدًّا, وبعيدًا أبدًا
وكل المصابيح التي أشعلتُها للحفلة عملت بشكل جيد
لكن الحفلة صادفت نهارًا, مما أباد فائدتها
أسراب من الناس تحضر, لكنّ الكراسي فارغة
سلالم كثيرة أيضًا, لا تؤدي إلى شيء
ربما يزداد الشعور هبوطا
لم أبحث عنك, لأنك قد تكون اختفيت
لكني كنت منشغلة بإقناع الآخرين أن ثمة فئرانا سوداء تجري بيننا.

عليكَ أن تكتب شيئا.
كما أنبونةِ غازٍ منتحرة
أن تخفضَ بدايةً صوتَكَ في أول السطر كـ سرًّ عتيق
ثم تسكب خطّ َالكاز ماشيا عليه رفقًا
وبعدها, دع ِالآخرَ يشتعل

فصلٌ واحدٌ, قلبي
للخوف شتاءٌ عارم
فصلٌ واحد, في ثلاجة الموتى

ثمة من يستطيل بالعينين كمنظارين داخل جوفي
ويبلّل أصابعه معي ليقلب صفحاتي الداخلية
ثمة من يصحو قبلي ليرتّب أفكاري ويبرمج الذاكرة
يصنع ابتساماتي وانهياراتي الخفية ويتكتكُ صانعًا خطواتي
يمدّني بالينابيع الوفيرة ساعة البكاء
ويحزم لي الكتب في إغماضة التفكير
يفتّح جروحي كما الورود البركانية
في المرتفعات الشاهقة يبقى
ويبقى أقصر من عشب
لكنه لا يستطيع معي أبدا كتابة قصيدة

ماذا أنتظر في هذا الكوكب؟
شمسا جديدة؟؟ نجمة جديدة؟
أنا جديدة؟
لأكن غيري خارج هذا المكان.

تتجه من الداخل إلى الخارج
هذه الجبال الثلجية المتدفقة
بذبذباتها العميقة. تجعل عظامي تلتف حول روحي
في دوامة ما
فأحدهم هناك مع قلبي يركل حبًّا
يجعلني أرتعش

لئن تمكنت من لدغي حيّةٌ ضخمة منقرضة
وأماتني بالفعل سمّها الوهميّ
فهل يقينًا كانت الحياة؟

ستنبت لي عما قريب يدان أخريان
وقدمان أخريان
ورأس كبير كمظلة
وتتشعب مني طرق كثيرة أطول من رحلتي
وتكثر أسمائي حولي بما لا أستطيع الرد
كما لاحقا سأحكي لكم عن أساطير أوطاني اللا محدودة
كل ذلك لأستطيع بالكاد أن أحبو بعيدا عنك
وأستقل بعالمي الخرافي
لكني سأموت بقلب واحد

أراك منزعجا جدًّا يا عليّ
وأنا أيضا رافقتُ العالم كلَّه في شخص
جُزعتْ قدمُه وهو آت إلي
وأصبح كلَّ ذكرى يتكرر المشهد

أشياء كثيرة تكذب يا صديقي
الشمس التي قالوا عنها النور, تغيب
والدفء, أموت. وأنزف الخوف الكثيرة والوحدة
ما من فائدة, بلغ الجميع الحدّ الأقصى
واليد التي لبست الأسوارة ثقلت عن الكتابة
هذا الجوّ لا يناسبني أبدا
إني ذاهبة إلى بحرٍ مالحٍ وقهوةٍ مُرّة

حبيبي لا يأتي يومًا يا علي
وأيضًا يذهب يوميا
وكلّما طالبتُه, يرفض أن أشرب السجائر
هيا لنتقابل الأربعاء القادم على القهوة
لأدسّ كلّ ما يكره بيننا
فأنا أحبّه حدّ اليأس

ولك أن تكرهني كلما تحوّل وجهي لعجوز تضحك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *