لا تفزعوا إنَّها دمية دميةٌ لطفلٍ آخر يشبهها تماماً منكفئاً بوجهه على ما كان صبراً لا يليقُ بالأطفال
فيما البحرُ يزبدُ حليباً ويسقيه
ويلعب معه لعبةَ الاختباء
المشهدُ كلُّه مُختَلق
لا بحرَ هنا ولا طفلاً
طرحه الموتُ على وجهه
لا تصدقوا الصورةَ التي من فرطِ غرابتها
لم تترك لنا عيناً واحدةً ترى
إنَّها دمية
كانت برفقةِ طفلٍ على متن مركب
غرق أم لم يغرق
مات مَن كانوا على متنها أم لم يموتوا
المشهدُ كلُّه عبثٌ يأخذُ بالدموع
لكنها لا تفيض
ولا الدميةُ كما نعرف تمشي على قدمين
ولا تغرق
ولا الضميرُ في استناده على الدم يغرق
ولا نحن هنا
ولا السماءُ ولا الأرضُ ولا…
… الصراخُ منكفئاً على وجهه
فيما البحرُ يُرغي ويُزبد
فيما القلبُ يصرخ
لا تفزعوا
إنها دمية
لطفلٍ آخر يشبهها تماماً
وإن كان كلاهما
لم يعد على قيدِ الحياة
لم يعد قادراً على أن.. يصرخ.