ابراهيم عبد العزيز سعودي يكتب : لماذا يحمي سامح عاشور الإخوان في مجلس نقابة المحامين ؟

ابراهيم عبد العزيز سعودي يكتب :

لماذا يحمي سامح عاشور الإخوان في مجلس نقابة المحامين ؟

ابراهيم-سعودي-2

تكاد تكون نقابات مصر المهنية قد تخلصت من هيمنة جماعة الإخوان المسلمين عليها فيما عدا نقابة المحامين التي باتت نقابتها العامة آخر معقل لجماعة الإخوان تتمسك به وتحافظ عليه ، ويبدو بوضوح أن ثمة اتفاق غير معلن بين الاستاذ سامح عاشور نقيب المحامين (الذي لا يمثلني) وبين قيادات جماعة الإخوان في مجلس النقابة (الذي لا يمثلني) على ابقاء نقابة المحامين على هذا الحال لأسباب يستطيع أن يدركها من يتأمل في عناية تاريخ الصفقات السرية بينهما عندما تتقاطع المصالح في نقطة واحدة داخل نقابة المحامين تحقق المصالح لكلا الطرفين ويمكن إجمال هذه الأسباب في :

أولاً : التوافق على حجب ميزانيات النقابة
ذلك أنه وطوال وجود جماعة الإخوان المسلمين ومن يحالفهم كأغلبية في مجلس نقابة المحامين وطوال شغل سامح عاشور لمنصب نقيب المحامين منذ 2001 وحتى نهاية 2008 ومنذ 2011 وحتى 2014 لم يعرضا أبداً لا المجلس ولا النقيب أي ميزانية على المحامين أو يطرحها للنقاش في جمعية عمومية ولم يجب أحدا منهم على المخالفات التي رصدها الجهاز المركزي للمحاسبات العديدة والمتعددة التي أبديت حول ما عرض عليه من ميزانيات .
ودائما ما يتفق نقيب المحامين المعارض لجماعة الإخوان مع أمين عام النقابة الإخواني وعضو مكتب الإرشاد محمد طوسون على الشأن النقابي رغم اختلافهما في الشأن السياسي وخصوصا في شأن الاتفاق على أموال النقابة وتبدو التفاهمات واضحة وغض الطرف عن مؤتمر لهذا في مقابل معسكر لذاك ورحلة هنا ورحلة هناك واستثناء لك واستثناء عليك .
وقد بدا التفاهم بينهما جلياً واضحاً في حرصهما الشديد على التوافق على تمرير جمعية 5 ديسمبر الباطلة لإقرار زيادات مضاعفة للاشتراكات والدمغات والرسوم والعلاج للتغطية على العجز المالي البين والواضح ـ الذي بلغ حد الإفلاس على نحو ما قررا معاً ، سيما وأن ما قد يظهر من الميزانيات سوف يدينهما معاً .

ثانياً : تجميد الوضع الحالي للنقابة بما يحقق مصالح الطرفين
ومن مصلحة عاشور والإخوان أيضاً أن يبقى الوضع على ما هو عليه في نقابة المحامين ، ، حتى ولو لم يمارس أعضاء الإخوان ـ حاليا ـ أي مهام فعلية في مجلس النقابة ، فالإخوان كل ما يهمهم الآن هو الحفاظ على مقاعدهم في مجلس النقابة والبقاء في عضوية المجلس أملاً في تحسن الظرف السياسي العام ، فضلاً عن أن النقابة العامة للمحامين تكاد تكون آخر معقل لهم يتترسون به بعد أن فقدوا كافة النقابات الفرعية تقريبا .
ولعاشور مصلحة مؤكدة في هذا الوضع فأعضاء المجلس من الإخوان يحتفظون بمقاعدهم ولكن بلا وجود حقيقي على المشهد النقابي فلا المجلس يجتمع ولا الأعضاء يحضرون ، ومن ثم فالفرصة متاحة له تماما ليدير النقابة هو والأقلية المتحالفة معه من فلول الحزب الوطني منفرداً بدون أي ازعاج ليفعل ما يحلو له ويستغل النقابة منفردا لتحقيق كل طموحاته السياسية .

ثالثاً : مصلحة عاشور والإخوان في إضعاف النقابات الفرعية
يعمل سامح عاشور دائما على اضعاف النقابات الفرعية واحتواء أعضاء مجالسها طياً تحت إمرته وسيطرته حتى يضمن الولاء الدائم له سيما وأن تجربة خسارته الانتخابية الوحيدة لمقعد نقيب المحامين في نهاية 2008 كانت من خلال خروج نقابة الجيزة الفرعية من تحت السيطرة وبروز حمدي خليفة من خلالها ، وقد استوعب عاشور الدرس جيدًا فأصبحت النقابات الفرعية إما أن تعمل تحت امرته وسطوته وإما أن يكيد لها بمنطق فرق تسد فيقسم مجالسها ويشتت جهودها
وعلى الوجه الآخر فإن جماعة الإخوان وحلفائها كانوا قد تمكنوا في الانتخابات الأخيرة من السيطرة والاستحواذ على الأغلبية العددية في مجلس النقابة العامة ، غير أن معركتهم في النقابات الفرعية قد باءت بالفشل الذريع وخرجت معظم النقابات الفرعية تقريباً من تحت يد جماعة الإخوان ، الأمر الذي يكون معه اضعاف مجالس النقابات الفرعية وافشالها يصب في مصلحة جماعات الإخوان ، وحتى تكون المقارنة لصالحهم وتكون الأرض ممهدة لعودتهم في أي انتخابات قادمة .
وفي الوقت الذي يعقد فيه عاشور هذا التحالف السري مع الإخوان في نقابة المحامين فإنه لا يستخدم هو وأنصاره سوى الكذبة المتبجحة بوصم معارضيه الذين يطلبون سحب الثقة منه ومن مجلسه الإخواني بأنهم إخوان متجاهلاً في جرأة يحسد عليها أن هؤلاء الخصوم ومنهم كاتب هذا المقال كانوا يناضلون ضد جماعة الإخوان في ساحات القضاء وقت أن كان عاشور يجلس معهم في المجلس الاستشاري ويكرم رئيسهم المعزول في نقابة المحامين ويتهرب من إقامة دعوى قضائية واحدة ضد لجنتهم ودستورهم ومجالسهم النيابية .
ولعل الفرصة سانحة أمام نقابة المحامين في عمومية 27/6 لسحب الثقة منهما ليتخلصوا من عاشور والإخوان في يوم واحد وتعود نقابتهم اليهم وتتطهر جميع نقابات مصر من تجار السياسة وطباليهم وتجار الأقنعة الدينية فهل يفعلها المحامون ؟!

(انتبه | الوعي هو الحل )

للتواصل مع الكاتب عبر حسابه على فيس بوك

https://www.facebook.com/ibseoudi

وعبر صفحته الشخصية على فيس بوك

https://www.facebook.com/ibrahem.seoudi?ref=hl

ولمتابعة مقالاته وآرائه

https://www.seoudi-law.com/?cat=4

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *