(1)
«المصاصة» لم يعد فيها «لبان».. «اللوليتا» اختفت من الأسواق.. النجم الشاب أحمد عبد العزيز توقف عن بطولة مسلسلات التليفزيون.. نجمة الجماهير نادية الجندي اكتفت بفيلم «بونو بونو» ولم تعد تقدم الجديد لجماهيرها.. حتى «أميجو اللي بينور» لم يعد له وجود في محلات الأحذية..
والآن.. لجنة العشرة تعيد إنتاج مواد تتيح المحاكمة العسكرية للمدنيين في الدستور..
فلماذا يُختطف منا كل شيء جميل؟
(2)
«قررت لجنة الخبراء أن اختيار وزير الدفاع حقًا للمجلس العسكري وينبغي أن يكون الاختيار بموافقته».
ففي دستور القوى المدنية.. المجلس العسكري يختار وزيره ويفرضه على من ينتخبه الناس.. هكذا رأى الخبراء، وفي الخلفية يقف صلاح عبد الله ويغمز بعينيه لمحمد صبحي ويحرك يده بحركته الدائرية الشهيرة قائلاً «خبرة.. خبرة».
وينص دستور «القوى المدنية» على إدراج موازنة القوات المسلحة رقمًا واحدًا في الموازنة العامة، أي رقمًا إجماليًا دون تفاصيل، وهي مادة شاذة لا مثيل لها في أي دستور بأي دولة مدنية ديقراطية، وأنا ممكن أتباس عادي طالما السياق الدرامي يسمح.
من يرددون ليل نهار لا يوجد حكم عسكري يروّجون لمواد لا يقبلها مدني إلا تحت تحت تهديد السلاح، وطالما أدهشني عبد المنعم إبراهيم وهو يرتدي اللاشيء فوق رأسه ثم يقترب من توفيق الدقن ويسأله ببراءة «إنت شايفني؟».
ما تفعله يراه الجميع.. الكل يراك.. أنت فقط من لا يراك.
(3)
«ترفض نقابة الصحفيين تجاهل لجنة العشرة لكل التعديلات التي قدمتها النقابة حول الصحافة والإعلام، في مقدمتها النصوص الخاصة بمنع مصادرة الصحف والنص على إلغاء العقوبات السالبة للحريات في قضايا النشر.. وتعتبر النقابة أن التعديلات المقترحة جاءت نسخة من دستور 2012».
هكذا جاء في بيان نقابة الصحفيين تعقيبًا على مقترحات لجنة العشرة..
قال لك «رفض كل التعديلات».. وقال لك «نسخة من دستور 2012»..
طيب..
(4)
تنازلت مقترحات لجنة العشرة عن تجريم التعذيب بحذف فقرة «مخالفة شيء من ذلك جريمة يعاقب مرتكبها وفقًا للقانون» من المادة (40) في دستور 2012.
وقيّدت النص على نشأة الأحزاب إلا بإخطار ينظمه القانون، وكان النص في الدستور السابق بمجرد الإخطار كما هو الحال في الجمعيات.
وتجاهلت التعديلات الدستورية النص صراحة على منع الاعتداء على المتظاهرين بطلقات الرصاص الحي أو الخرطوش، كما تجاهلت النص على حق المواطنين في انتخاب المحافظين.
ووفقًا للتعديلات.. فحالة الطوارئ أصبح يمكن مدها أكثر من مرة بموافقة مجلس الشعب بعد ما كان الأمر لا يتم سوى باستفتاء، وأصبحت حالة الطوارئ ضمن الحالات الاستثنائية التي يجوز فرض الرقابة خلالها على الإعلام، والتي كانت مقصورة على زمن الحرب فقط في الدستور المعطل.
يبدو أن البعض كانت مشكلته مع الإخوان أنهم ليبراليون بشكل مبالغ فيه.
(5)
هناك أشياء نفعلها مرة في حياتنا لنتذكر دومًا لماذا لا يجب أن نفعلها ثانية..
أهم هذه الأشياء كتابة دستور تفصيل..
(6)
الحديث عن هراء مصر مدنية أو لا، يختلف عن هراء مصر إسلامية إن لم يقترن بخطوات إجرائية واضحة للحفاظ على الحريات.
يقال لنا إن مرفت التلاوي ستكتب دستور الثورة.. وهي فرصة جيدة لنبدأ العمل مع الثورة المضادة.
في لجنة الدستور عُين رئيس حزب التجمع وعُين رئيس حزب الوفد، فلماذا نسينا مؤسس أسرة الزهور عام 1977 بتجارة عين شمس.
أبناء عبد الناصر في كل مكان.. ولسبب مجهول خلت لجنة الجمعية التأسيسية من قامات رفيعة مثل سامي شرف وعبد الحكيم عامر.
في الجمعية التأسيسية الأولى، كان عبد المنعم الصاوي ممثل الأقباط، وفي الجمعية التأسيسية الثانية أصبح السيد البدوي ممثل الليبراليين.
Top of Form
فهل الجمعية تمثل جماهير 30 يونيو أم قوات 3 يوليو؟
(7)
المحاكمات العسكرية حق مكفول للجميع..
فدستور 2012 أتاح محاكمة المدنيين عسكريًا، وتعتبر منى سيف، الناشطة بحركة لا للمحاكمات العسكرية، أن لجنة العشرة قدمت نصوصًا أسوأ.
الآن.. لا أحد يتحدث عن مصانع المكرونة وبنزينة وطنية.. وما اعتبرنا الأخوان خونة لأنهم لم يتحدثوا عنه في دستورهم قررنا ألا نتحدث عنه في دستورنا.
فهل أسمع صوتًا أنثويًا يردد ضحكة رقيعة أم أنني أتخيل أصواتًا؟
قل إن الدستور التفصيل الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم، فهناك من يتصورون أن الدستور سيُكتب لصالحهم، وهناك طفل يلعب فيديو جيم دون أن يضع عمله ويتصور أنه هو من يحرك اللعبة.
لسبب ما يتصور البعض أن السكوت سيقوي موقفهم.. والحقيقة أن السكوت يجعلك ــ بمنتهى البساطة ــ خارج المعادلة.
وإن كنت تريد أن تخطف.. فغالبًا سيتم اختطافك.
(8)
عزيزي العسكري..
أنت الآن أقوى.. أعلم.. وكما يقول الزميل علي الطيب فتوازن القوة الحالي سيُنتج دستورًا يقول: تنشئ القوات المسلحة الدولة وترعاها ويعيش على ضفافها الشعب المصري، على شرط التزامه بالأمن القومي.
حفظ الله لكم حقارة وسفالة كل عضو بتنظيم الإخوان فضّل مرضه النفسي وهواية كل عجائز بمكتب الإرشاد في العيش في المظلومية على أن يوافق على انتخابات رئاسية مبكرة وتعديلات دستورية.
نحن الآن لا وجود لنا.. فاكتب كما تشاء.. ولكن تذكر.. «المصاصة» لم يعد فيها «لبان».. و«اللوليتا» اختفت من الأسواق.. ونجمة الجماهير نادية الجندي اكتفت بفيلم «بونو بونو» ولم تعد تقدم الجديد لجماهيرها..
اكتب وسنمسح.. فلا شيء يبقى على حال.
المصدر:المصري اليوم