مجموعة سعودي القانونية

عماد الدين أديب يكتب | قلق إسرائيلى متزايد

عماد الدين أديب يكتب | قلق إسرائيلى متزايد

عماد-الدين-أديب

من يتابع الصحف العبرية، وموقع «ديبكا» التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سوف يلاحظ ارتفاع حالة «القلق والشعور بالخطر لدى النخبة الإسرائيلية من النشاط الإرهابى المسلح فى سيناء».

وإذا كانت إسرائيل -على أقل تقدير- قد غضت البصر فى عهد الإخوان عما يحدث فى سيناء، فإن ذلك ضمن مقايضة ضمان الإخوان لالتزام «حماس» بهدنة عسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية مقابل تكوين ورعاية وتدريب «حماس» لتيارات تكفيرية فى سيناء من أجل تكوين جيش موازٍ لأقوى جيش فى المنطقة، وهو جيش مصر.

كانت الخطة هى إرهاق الجيش المصرى واستنزافه فى الداخل، وهو هدف شرير اتفقت عليه، وتطابقت فيه مصالح كل من إسرائيل وحماس والإخوان.

إسرائيل تريد سقوط الجيوش المركزية العربية التى كانت تهددها، لذلك ساعدت على سقوط الجيش العراقى، والآن يتم تحطيم الجيش السورى فى حرب أهلية مدمرة، وبقى جيش مصر لم ينقسم ولم تنجح عمليات استنزافه.

ولكن ها هى إسرائيل تدفع ثمناً لقبولها مغازلة الشيطان والسماح للمشروع الإخوانى بتكوين جيش من التكفيريين والمرتزقة و«القاعدة» برعاية «حماس» وبتمويل خليجى – تركى.

وانقلب السحر على الساحر وبدأت بعض الصواريخ الآتية عبر الأنفاق تنطلق من جماعات شاردة متفرقة فى سيناء تجاه إيلات، ولكن دون خسائر بشرية أو مادية.

وتبقى النظرية الشهيرة إذا قدرت أن يصل مدى صواريخك إلى أرض إسرائيل، ولكن دون تدمير هذه المرة، فإن خطر وصولها حاملة قدرة تدميرية أكبر وموجهة نحو أهداف أكثر أهمية بشكل أكثر دقة.

هنا يأتى السؤال هل ستكتفى إسرائيل بإبداء القلق والمتابعة عن بعد؟

فى رأيى المتواضع وحسب متابعتى شبه اليومية للشأن الإسرائيلى فإننى أتوقع أن تطلب إسرائيل عبر القنوات الأمنية من مصر فتح جسور التعاون لتأمين الحدود المصرية – الإسرائيلية، وتبادل المعلومات فى هذا المجال.

إذا حدث ذلك، فإن الغطاء الإسرائيلى لـ«حماس» والتكفيريين و«القاعدة» يكون قد انتهى، ويكون مشروع إرهاق الجيش المصرى واستنزافه قد تأجل إسرائيلياً -بشكل مؤقت- حتى إشعار آخر.

 

 

 

 

 

المصدر:الوطن