محمد فتحى يكتب|إذا كان الكاتب «مجنون»..

محمد-فتحي

القارئ أكيد عاقل..

ولذلك أريد أن أسأله: الناس دى عاقلين زى سعادتك أم مجانين مثل سعادتى؟ أم أن الوضع ملعبك ولا يصلح معه أى عقل أو حتى جنون.. والمجد للعبث..

ناس تريد تعطيل الامتحانات فى جامعة الأزهر.. لحساب من؟؟ تحدث تجاوزات يعاقب عليها القانون منهم فتضطر الشرطة للتدخل، وحين تتدخل تحدث أيضاً تجاوزات، فيركز كل طرف على تجاوزات الطرف الآخر ويتجاهل تجاوزه، فى لحظة يظهر فيها الإخوان وطلبة جامعة الأزهر وجههم القبيح حقاً وصدقاً، وفى نفس الوقت يُعتَقَل أصدقاؤهم، ويؤخذ العاطل فى الباطل، ولكى تحكم بقوة يجب أن تحكم بقبضة أمنية حديدية، ويجب أن يكون هناك ضحايا، لكن ما يظهر لنا أن هؤلاء الضحايا غلابة أو سذج نحوّلهم لأبطال، فهذه بنت فى إعدادية (متكلبشة) لأنها رفعت علامة رابعة فى الفصل، وهذا آخر قُبض عليه لأن مسطرته عليها علامة رابعة، وسيتدخل البعض محاولاً الكلام بعقل ومنطق، لكن سيتم الرد عليه من هؤلاء المشحونين بأنهم يجب أن يصبحوا عبرة لغيرهم، لأن أمن البلد أهم من العيال الصغيرة، ويطالبون بإدراج الجماعة كجماعة إرهابية، ويتهمون الدولة بالتراخى لأنها تأخرت فى ذلك، وحين تفعل الدولة ذلك يهاجمها بعض الذين طالبوها بما فعلته، ويهلل كثيرون لاستخدامها، ثم تخرج أصوات عديدة تؤكد أنه من الممكن أن نستخدم القانون دون تجاوز، وأن نقضى على الإرهاب دون أن نتحول لإرهابيين، فيرد عليهم من يتهمهم بالعمالة والخيانة، وتخرج الأجهزة الأمنية تسجيلات (هبلة) لنشطاء، بدلاً من أن تحاكمهم عليها تغتالهم شخصياً بفضحهم فى الإعلام الذى يروج للأمر لينهى تماماً عليهم، مؤكدين أننا فى حالة حرب ولا مجال لهؤلاء الذين يتخفون فى رداء الحكماء بينما هم أخبث الخبثاء، وندخل فى جدل: الأمن أم السياسة؟، فتموت السياسة، وينتقد الأمن، وتُغتال شخصيات معنوياً، ويُتَّهَمون فى شرفهم، ويتم تلخيص الأمر فى تأييد ترشيح السيسى من عدمه، وثورة دى ولّا انقلاب، بينما الأمور مستمرة فى التصاعد والكل يمارس غباءه المعتاد، ويخيل للكاتب المجنون أن كل ذلك لن يؤدى فى النهاية إلا لأن يصبح القتل برخصة، وأن يقول الجميع: اقتلوهم أينما وجدتموهم، ويتاجر بها هؤلاء الذين يبكون موتاهم وقتلاهم، لكنهم ينسون أنهم كانوا يريدون قتلنا باسم الدين والشرعية، ثم حين يلفظهم الناس يؤكدون أن الناس الحقيقية هم الذين يظهرون فى الجزيرة ومسيراتها وأن الآخرين فوتوشوب لا أكثر ولا أقل. ونادى البعض بالمصالحة، فيرفض الإخوان أنفسهم المصالحة وكأننا المفروض أن نصالحهم هم، وهل لو كان لديهم حكيم كانوا أوصلونا لما نحن فيه الآن، فليذهبوا إلى الجحيم، والجحيم كما تعرف مفروش بالنوايا الطيبة، لكن التصرفات تودى بأصحابها إلى داهية، ومع ذلك من قال إننا ذاهبون فى داهية.. هذا البلد سيبقى، وكل ما يحدث لن يتعدى سطراً فى كتاب التاريخ وانتو مش عارفين إنكم نور عنينا ولّا إيه، وبكرة تشوفوا مصر، وتعالى يا بكرة الله يكرمك بدل ما انت منظرك ممسوك فى لجنة، ولجنة الامتحان منع الإخوان الطلبة من الدخول إليها وسكبوا الزيت على المقاعد، وحين تستنكر ذلك تجدهم يقولون لك: زيت إيه جنب زملائنا وإخواتنا الذين قتلوا واعتُقلوا، فيرد كثيرون: أحسن تستاهلوا، ويرد آخرون: هذه هى بداية الفاشية فى مصر، فيشتمهم الجميع ويقولون لهم: انتم السبب، والخونة موجودون فى سيناء واسمهم أنصار بيت المقدس، لكنهم لم ينصروا بيت المقدس بعملية واحدة فى إسرائيل، وإنما اغتالوا العساكر الغلابة فخرج الجيش ليحاربهم، ويخرج الإخوان ليشككوا أصلاً فيما يحدث رغم أن رئيسهم قال «تهمنا سلامة الخاطفين والمخطوفين»، وتحدث الانفجارات والسيارات المفخخة التى هددونا بها فى رابعة، لكنهم ينكرون ويتهمون الشرطة والمخابرات بأنهم فعلوا ذلك، وفى النهاية يقولون إن الكاتب مجنون؟؟

يا اخى…. ولّا بلاش.

المصدر جريدة الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *