– عقب تصوير الحلقة الثانية من برنامج باسم يوسف، رحّب هذا الأخير بجمهور الحاضرين، وأكد لهم حرصه على التواصل معهم واستعداده للإجابة عن كافة الأسئلة، وفى رده على السؤال الأول تحدث بسخريته المعهودة، فقالت الفتاة التى سألت السؤال: من غير ما تتريق علىّ!!
حسناً.. هذا هو المفتاح.
الفتاة تعبت حتى استطاعت الحصول على تذكرة لحضور تصوير برنامج ساخر أشهر تيمة لديه هى «التريقة»، وكانت تضحك طيلة الحلقة مع الجميع، لكن فجأة قررت أنها لن تسمح لـ«باسم» بالسخرية منها!!
هل فهمت ما أقصده؟
2- السلعة عبارة عن عرض وطلب. باسم يوسف سلعة، حين عرض برنامجه على «يوتيوب» وجد قبولاً، دفع قناة «أون تى فى» لطلبه والتعاقد معه، ووقتها سخر من مالك القناة ومن فريق العمل من زملائه، ولم يحدث شىء، وبعد انتهاء عقده طلبته قناة «سى بى سى»، وبعد الحلقة الأولى التى سخر فيها من مذيعى المحطة ومالكها، رفض عماد الدين أديب ذلك، وأخذ الأمر بشكل شخصى دفع إدارة القناة -آنذاك- لمنع الحلقة الثانية من العرض، لكن «البرنامج» استمر، وهو ما دفع القناة لتجديد الطلب فى موسم جديد بحسب العقد المبرم بينها وبين «باسم»، لكن الظروف اختلفت، وهو ما اتضح للجميع بعد الحلقة الأولى.
3- بعد الحلقة الأولى من عودة باسم يوسف كانت هناك العديد من ردود الفعل التى استحسن بعضها الحلقة، وغضب البعض الآخر من محتواها. الناس الآن تريد المنحاز وتشجع الاستقطاب، وما إن يرون أحدهم ضد الفريقين حتى ينهالوا عليه شتائم وتجريحا وتخوينا ليتحدوا فى لحظة سحرية، لكن ضده، ويعتبرونه، بمنتهى الغباء، عدواً جيداً يحاربونه، وهذا ما حدث بعد الحلقة الأولى.
وفى نفس هذا المكان كتبت اعتراضى على بعض الإيحاءات الجنسية غير المقبولة، ولم تكن المرة الأولى لى، ولم تكن المرة الأولى لـ«البرنامج»، لكنها كانت المرة الأولى لإظهار «السيسى» فى برنامج ساخر، والسخرية من المغالين والمأفورين فى تأييده، وهو ما أزعج الكثيرين، سواء أحبوا «السيسى» أو أرادوا نفاقه والتطبيل له، أو رغبوا -جاهدين- فى أن ينصبوه فرعوناً ويصنعوا منه صنماً لا يجوز المساس به، وهكذا بدأ البعض يخطط فى الكواليس لمنع «البرنامج» بطريقة مختلفة.
4- أثناء ذهابى لتصوير الحلقة الثانية، لم أكن أتخيل أن وقفة احتجاجية لمؤيدى «السيسى» أمام المسرح ستتحول لحصاره على طريقة أنصار «أبوإسماعيل»، واشتباكات تستدعى تدخل الشرطة بكردونات أمنية، بينما على بعد أمتار رجل المفروض أنه سيُضحك الناس المستفزة بالفعل من كل شىء.
تناولت الحلقة «سى بى سى» وبيانها وسخرت منه، لكنها تناولت كذلك أكذوبة المحللين الاستراتيجيين وضحالتهم، وقدمت درساً مهنياً فى كيفية كشف كذب قناة الجزيرة وخيابة إعلامنا وهو يهاجمها، وفى الفقرة الثالثة قال «باسم»: «إحنا مش مع حد ضد حد.. ولو البرنامج ده حد شايفه ضد الأمن القومى قولولنا واحنا نقفله».
لكن هل هناك علاقة للأمن القومى بأمر منع حلقة «باسم» وبيان الـ«سى بى سى»؟!
5- مُنعت الحلقة من العرض، وبمنتهى الوضوح: لا يوجد أى سبب «مقنع» لمنع إذاعتها، وحتى بيان القناة برر منع الحلقة بمشكلات إنتاجية ومادية وتتعلق بالسياسة التحريرية مذيلاً بتوقيع محمد الأمين، مالك قناة «سى بى سى»، وليس بتوقيع مجلس الإدارة، أو إدارة المحطة.
لم يتدخل «السيسى» فى الأمر كما «زيّط» البعض، وفى الكواليس أمور لن أتحدث عنها لاعتبارات أخلاقية ومهنية، ولكن الأكيد أن البيان قد وارب الباب حول حل هذه المشاكل وأكد أنه توقف مؤقت، وليس منعا، وفى الساعات القادمة قد يعود البرنامج من جديد مؤكداً على بعد الأزمة عن أى اعتبارات سياسية وسترون ذلك.
المصدر جريدة الوطن