مجموعة سعودي القانونية

نوارة نجم تكتب| لهذا خلق الله الهبل

نوارة نجم

بعد أن تولى الإخوان حكم مصر، طفقت قطاعات واسعة من القوى الثورية تقول: يا ريتنا ما كنا نزلنا 25 يناير.. ركبنا الإخوان. مما أفسح المجال لكل المنتمين إلى القوى المضادة لثورة 25 يناير أن يتخذوا آذاننا منابرا لخزعبلاتهم بشأن نكسة 25 يناير، والمؤامرة.

ثم حدث ما كنا نتوقعه جميعًا، وقام الشعب بثورة على مرسى، وركبت عليها قوى النظام المباركى البائد، تماما كما ركب الإخوان على 25 يناير، يساعدهم فى ذلك تشرذم القوى الثورية، وحيرتها، وتمزقها، حتى تغولت القوى الرجعية المضادة للثورة، شأنها فى ذلك شأن جماعة الإخوان المسلمين، قوة منظمة، لديها أطنان من المال، واقترفت هى الأخرى ذات الحماقة التى كانت اقترفتها الجماعة، فتعجلت جنى المكاسب، وهى الآن يبدو لبعض الناس أنها تعادى الجميع، وإن كنت أعتقد أنها لا تعادى، فعليًّا، سوى القوى الثورية لأنها الصداع الحقيقى، أما جماعة الإخوان المسلمين، فهى صنيعة النظام البائد، وجزء منه، ولن ينتهى الأمر بينهما إلا باتفاق يرضيهما ويقتلنا. لذا، فإن أول تصريح خرج به بعض الثوار: يا ريتنا ما كنا نزلنا يوم 30 يونيو.. إحنا نسحب استمارات «تمرد» اللى كنا وقعنا عليها.. نحاول نتوحد بقى ضد العسكر.. بس نفرض شروطنا على الإخوان! على أساس أننا ماسكين صور على الإخوان.. وهناك جملة يقولها الإخوان، لكن عادة ما ينكر قائلها إنه إخوان، بس هو إخوان، أول ما حد يقولك: «زى ما الإخوان غلطوا إحنا غلطنا» اقلع اللى فى رجلك ونسله على أم دماغه.. ده عيل إخوان.

إيه حكاية كل أما تعمل حاجة تلحسها؟ أنت عيل ياض؟ عيل؟ كل حاجة يا ريتنى؟ طب يا ريتك ما تعملش حاجة تانى بقى وتقعد فى حضن ماما.

هل كان من الممكن أن يظل حسنى مبارك بدولته البوليسية، وفساده، وقتله، وتعذيبه، وسرقاته فى الحكم؟ لو أننا أخطأنا فى شىء، فهو أننا تأخرنا نحو عشر سنوات قبل أن نقوم بهذه الثورة. طيب، هل خرجت أنت يوم 25 يناير لتوصل الإخوان إلى الحكم؟ أنت خرجت من أجل «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، ووصول الإخوان إلى الحكم كان أمرًا حتميًّا، لأنهم توابع نظام مبارك التى كان يجب أن تطفو على السطح لنتخلص منها، فصانعهم الحقيقى، ومجهزهم كبديل وحيد، هو مبارك، والتيار الإسلامى كان سؤالا إجباريا يجب الإجابة عنه وقد تمت الإجابة وسقطوا، وقولك: يا ريتنى ما نزلت، هو ما دفع بواغش نظام مبارك للقول بأن ثورة 25 يناير كانت نكسة.

كما أن قولك، للمرة الثانية: يا ريتنى ما نزلت يوم 30 يونيو، هو الذى يدفع واغش الجماعة إلى القول بأن 30 يونيو نكسة، وكل طرف يعتبر نكسته فى خلع الشعب له، لكن المتفق عليه أن كليهما قد خلعه الشعب، وندمك من عدمه لن يغير من الأمر شيئا. وأعود لأسأل السؤال ذاته الذى سألته بشأن مبارك عن مرسى: هل كان يمكن لهذا المعتوه الذى خرب البلاد وهدد الأمن القومى أن يظل فى الحكم ويكمل مدته؟ هل كان يمكن لجماعة نجحت فى أن تجعل المصريين يتمنون الموت لبعضهم بعضا أن تستمر فى الحكم؟ أصبح الناس الآن حين يسمعون عن خبر موت شخص أو اعتقاله يقولون: أحسن عقبال فلان.. بما فى ذلك الواقع عليهم الظلم.. وهذا إنجاز إخوانى حصرى، لم يحدث فى التاريخ القريب الذى عهدته فى المصريين، المصريون قلبهم رهيف.. أو كان قلبهم رهيف، هذا التوحش الذى أصبح لا يطاق، هل تظن أنه كان يمكن تركه وتنميته على يد الجماعة لمدة ثلاث سنوات أخرى؟ طيب كنا حنعمل إيه؟ لا يوجد فى مصر قوة يمكن أن تتصدى لهذا التوحش سوى قوة مماثلة لها فى التوحش، والاتحادية تشهد، كنا هنواجههم بإيه؟ بقلمنا؟ وكلنا كان يعلم أننا وضعنا فى مأزق مؤسف ومحزن، وكلنا كان يعلم أن الطرفين سينهكان ويتفقان فى النهاية، وكلنا كان يعلم أن فترة الصراع بين الطرفين هى هدنة للثوار، وأن المعركة الثورية الحقيقية قادمة، وأن علينا الاستعداد لها، وقد قالت الفقيرة إلى الله هذا الكلام عدة مرات، كون أن حضرتك كنت عشمان فى السيسى والله دى مشكلتك.. أنا أتعشم فيه ليه؟ زميلى فى الميدان؟ إذا كان اللى كان زميلى فى الميدان رفع عليا آلى وجرى ورايا بالشومة..

كل ما حدث ويحدث كان حتميًّا ومتوقعًا، خليك راجل بقى كده وكمل واتحمل.. أو نقطنا بسكاتك، مش تقولى نتحالف مع الإخوان تانى؟ أنت كده يا أهبل يا قذر.