ابراهيم عبدالعزيز سعودي يكتب : جرائم نقابية لا تسقط بالتقادم

ابراهيم عبدالعزيز سعودي يكتب :
جرائم نقابية لا تسقط بالتقادم
تحذير هام : هذا المقال لا ينصح بقراءته لأنصار مدرسة (عاشور راجع) :
لا يمكن لأحد أن ينكر عليك حقك كمحام تابع للمرشح الخاسر في نقابة المحامين ومستفيد طوال فترة وجوده أن تصيبك الصدمة من سقوطه المدوي ونجاح مرشح غيره نقيبا للمحامين ، ولا يمكن أيضا لأحد أن ينكر عليك الحق إذا لم تجد للمرشح الخاسر انجاز حقيقي وملموس في أي قضية من قضايا المحامين ونقابتهم أن تخترع له نجاحات ونضالات وبطولات وهمية كالتنقية أو مواجهة التعليم المفتوح مجتهداً في تضخيمها والقاء الضوء عليها واعادة طرحها وتسخين الأجواء بشأنها .
وطبيعي جدا أيضا أن تستغل ضغط الظرف وعدم اتاحة الفرصة لقيام النقيب والمجلس بأي مهام فعلية ولم يتسلم أموال النقابة رسميا من لجنة محايدة بسبب ظروف الوباء الذي تزامن مع اجراء الانتخابات ، ورغم ذلك تتصاعد أصوات هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي بشائعات وأكاذيب ومطالب لإثارة وتهييج الرأي العام من المحامين على النقيب المنتخب بارادة الاغلبية الكاسحة .
ولا يمكن أيضا لأحد أن ينكر حق بعض الغائبين عن المشهد النقابي طويلا ممن كانوا ينعمون في سلبيتهم المفرطة أن يستيقظوا فجأة فتختلط عليهم الأمور ، وتصبح عندهم فجأة مطالب و رؤى ؛ فمن الصدمه لهم أن يخرج من نقابة المحامين طويل العمر الذي طال عمره واستفحل عصره على رأس نقابة المحامين ، وكان يطمع في المزيد ، كل شئ جائز في هذه الأيام الماسخة التي نحياها التي يكون فيها التمسك بتلابيب المنصب والكرسي وتمني العودة لاحتلاله شئ يستحق من أجله اشعال نيران الفتنة في المحامين ونقابتهم .
كل ذلك مقبول في اطاره و في زمنه لكن أن يصل الأمر لدرجة تزييف الحاضر الذي عشناه بأعيننا طويلا بهذه البساطة والسطحية ليجعلوا من خسارة المرشح الخاسر بكائية على عصره المنقضي ، ويطالبون بأن يدفع النقيب المنتخب في أيام معدودات فاتورة حساب افساد نقابة المحامين على مدار عقود ومطالبته بعلاج مشاكلها المزمنة في ايام تعطل فيها كل عمل فهذا ما يدفعنا لعدم السكوت وحتمية الرد لانعاش الذاكرة المحدودة القدرة .
طبعا لا اتجاهل في هذا السياق مطالب بعض حسني النية من أصحاب نظرية ” الصلح خير ما تيجي ننسى ونتصالح ” وأصحاب نظرية ” ما بلاش نتكلم في الماضي ” ؛ الى اخر ذلك الكلام الفارغ الذي يضيع معه كل أمل في أي اصلاح حقيقي دون محاسبة الفاسد والمفسد .
وحين أشير إلى الوقائع التي ارتكبها المرشح الخاسر حتى لا تسقط من ذاكرة المحامين بالتقادم فلن أحدثك عن الواقعة الأخلاقية المشينة التي اتهم فيها وتم التحقيق معه بشأنها وأثبتت في اوراق رسمية سيظل عارها يلاحقه ؛ بل سأحدثك عن جرائم نقابية لا يمكن ابدا أن تسقط بالتقادم .
فلا يمكن أن يسقط أبدا ً بالتقادم التفريط في أموال المحامين والتهاون والتساهل في المحافظة عليها حتى تجاوزت اتعاب المحاماة المستحقة لدى وزارة العدل مئات الملايين وحتى أصبح المتسرب من رسوم التصديق على العقود في ولايات عاشور الأربعة مئات الملايين ، وحتى أصبح العجز في قيمة الدمغات مئات الملايين تضيع ما بين تدوير الدمغة و تزويرها ولا يمكن أن يسقط بالتقادم الاصرار على تمرير الميزانيات بكل ما فيها من عوار وتعيين مراقب حسابات ملاكي ” أحمد ابراهيم جادو ” بجمعيات عمومية مزورة بكل فجاجة شهد على تزويرها القاصي والداني ولا يزال أمر بطلانها مطروح على القضاء وسنمضي فيها أمام القضاء حتى القضاء ببطلالنها ومحاكمة كل من تدخل في تزويرها .
ولن يسقط بالتقادم التقاعس في التعامل مع ملف اراضي تقدر قيمتها الآن بالمليارات خصصت للنقابة في محافظات مختلفة حتى تم سحبها من قبل جهات التخصيص .
ولا يمكن أن يسقط بالتقادم اهدار عشرات الملايين في الولائم والمؤتمرات والحفلات وعلى المواقع الالكترونية التلميعية وعلى المشروعات الوهمية ( الانابة الالكترونية وغيرها )
لن تسقط بالتقادم محاولة توريط نقابة المحامين في قرض بالمليارات من جهة مجهولة المصدر ومشروع مبهم المعالم والأطراف ، حجبت عن المحامين عقوده و أوراقه ومستنداته ، اذ كان مشوباً بالسرية حتى على اصحاب الحق أنفسهم ، تلك السرية المنصوص عليها والمشروطة عليه عقدا كما اعلن هو بنفسه .
لن تسقط بالتقادم الانتهاكات اليومية واستباحة كرامة المحامين في ساحات المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة ، وحبسهم في مطاي ومغاغة و حلوان والشرقية والجيزة ، وقتلهم في المطرية وبلبيس ، وضربهم بالحذاء داخل اقسام الشرطة في دمياط ، وحبس شيوخهم .
لن تسقط بالتقادم او تسقط من الذاكرة المرافعة التاريخية المؤسفة عن محامي مطاي التي اسكنها التاريخ الحكم الصادر من محكمة النقض ناقضا الحكم بسبب تقاعس نقيب المحامين عن الدفاع عنهم في مرافعته مكتفيا بالاعتذار المشين .
لن يسقط بالتقادم فرض ضريبة القيمة المضافة على حق الدفاع ليعامل المحامين في رسالتهم معاملة التجار والبائعين لبضائعهم .
لن يسقط بالتقادم تمدده على مقعده كرئيس لمعهد كمبيوتر وجمعه بين ذلك وبين عمله بالمحاماة بينما يصنع قنبلة دخان للتعمية بزعم انه ينقي الجداول وهو اول من يستحق ان تنقى منه الجداول .
هذه مجرد أمثلة لوقائع ـ لا ولم ولن تسقط بالتقادم وإعادة غسيل التاريخ ـ جرائم لن يغفرها التاريخ النقابي مهما كانت قنابل الدخان التي أطلقت للتعمية من أزمات يتم تصديرها للنقيب المنتخب لادعاء البطولة الزائفة كأزمة التعليم المفتوح أو أزمة التنقية التي لا يمكن أن ينسى أو يتناسى معها المحامون الجرائم والمخالفات والفساد عبر سنوات المرشح الخاسر ومجالسه المتعاقبة من أصحاب المصالح والانتهازية السياسية من اتباعه ومنتفعيه ومن جماعة الاخوان والحزب الوطني وغيرهم ممن افسدوا النقابة العريقة ، وحينها سنعرف ان هذه الازمات المفتعلة التي يصدرونها للنقيب المنتخب مجرد دخان للتعمية على مشاهد القبح النقابي وتوابل للتغطية على رائحة وطعم العفن النقابي الذي تغلغل طويلا طويلا في نقابة المحامين و الذي لا يخطئه أصحاب الذوق السليم الذين يتطلعون مع النقيب المنتخب الى مستقبل أجمل لهذه النقابة بعد سنوات من القبح .

للتواصل مع الكاتب عبر حسابه على فيس بوك

https://www.facebook.com/ibseoudi

وعبر صفحته الشخصية على فيس بوك

https://www.facebook.com/ibrahem.seoudi?ref=hl

و عبر حسابه على تويتر

https://twitter.com/ibseoudi