محمد فتحى يكتب|مصر ما بتتغلبش

محمد-فتحي

آه والله.. مصر ما بتتغلبش

من الممكن أن تغفو، وأن تنام، لكنها تستيقظ فى اللحظة المناسبة

مصر تمرض، ولا تموت

مصر ما بتتغلبش، مهما ظن أى شخص أو جهة أو حتى كتاب تاريخ أنها انهزمت.

مصر ما بتتغلبش لا فى ماتش كورة، ولا فى أحداث ستنتهى إن آجلاً أو عاجلاً، ولا فى حروب يمر عليها وقت كبير حتى ندرك أننا قادرون على الانتصار فيها، وأن هزيمتنا المؤقتة لم تكن بسبب عدونا، بقدر ما كانت بسبب أنفسنا.

أكتب هذا المقال والدنيا فى التحرير قابلة للاشتعال فى محمد محمود بسبب غباء إدارة الموقف المعتاد الذى ينتهجه الجميع بنجاح ساحق فى الدولة المصرية، بدءاً من حدوتة النصب التذكارى الذى تم تدميره وطمسه وتشويهه بعد ساعات من إقامته فى الصباح الباكر لتكون الرسالة التى وصلت للجميع أن رئيس الوزراء أضعف من أن يفتتحه فى وقت تدب فيه الحياة فى الميدان، وأنه (خائف) من أى ردود فعل تم تأجيلها بالفعل لساعات قبل أن يشوه النصب الذى تم اختيار أسوأ الأوقات والظروف لافتتاحه.

أكتب هذا المقال والدنيا فى التحرير ومحمد محمود قابلة للاشتعال، وكيف لا والداخلية المتهم الأول فى أحداث محمد محمود قتلت القتيل وها هى تمشى فى جنازته، وتقيم سرادق عزاء عند عمر مكرم، وبدلاً من كشف ملابسات هذه الأحداث ومحاسبة القتلة، يتحدث بيان للداخلية عن تعزيته للشهداء، ويا ليت الداخلية صمتت، ويا ليتها ما نصبت سرادقاً مستفزاً أعتقد أنه سيتأثر مما سيحدث؟

أكتب هذا المقال قبل مباراة المفترض أن الكل يعلم أن المنتخب لن يصعد بعدها لكأس العالم، لكننا، وكعادتنا، نتمسك بالأمل فى المستحيل، بعد أن نضيع كل فرص الممكن.

قد ينهزم المنتخب، لكن مصر ما بتتغلبش.

قد تكون الأحداث على أشدها، والدماء تؤكد أن نوفمبر شهر المصائب فى مصر بامتياز، لكن رغم كل ذلك، والله العظيم.. مصر ما بتتغلبش.

قد يشمت من يشمت، وقد يفرح من يفرح، ويبكى من يبكى، لكن أرجوكم جميعاً، (خلّوا العلم مرفوع) بعيداً عن كف رابعة المستفز، والصور الركيكة للسيسى، لأن الباقى الوحيد فى المعادلة لا الإخوان على بلطجتهم ولا السيسى على ما له من دراويش، وإنما مصر.

خلّى العلم مرفوع وأنت تدرك مهما حدث، ومهما كانت النتائج التى سينتهى عليها اليوم أن مصر ما بتتغلبش.

كل الذين احتلونا ظنوا أنهم قادرون على هزيمتنا، لكنهم كانوا مؤقتين، وبقيت مصر.

كل الذين أرادوا سرقة هذا الوطن، أخذوا ما أخذوا وغاروا غير مأسوف عليهم، أو قبعوا فى السجون، أو ألقاهم التاريخ فى مزبلته، وبقيت مصر.

كل الذين يتآمرون على مصر، سيكيدون لنا كيداً، وسيمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين، وهو الأعلى والأعلم بأن مصر.. ما بتتغلبش.

مصر مرت بما هو أصعب، وشهدت ما هو أسوأ، وحدث معها ما هو أقذر.

ثم انتهى كل شىء ليصبح صفحة واحدة فى كتاب التاريخ،

صفحة يمكن نزعها بشرط التعلم منها.

مصر لا تسقط مهما اهتزت

وكلما ظن البعض أنهم سيجهزون عليها، وقفت لتعلن أنها باقية.

علموا أولادكم أن يبقى العلم مرفوعاً.

علم مصر وليس كف رابعة الذى سيصبح شعاراً بديلاً لجماعة خرجت من التاريخ.

علم مصر وليس صورة السيسى الذى لا يرضى بأن يضع صورته بديلاً للعلم، ولا أن يتاجر بها نفس الذين أضاعوا هذا الوطن مرات ومرات.

علّموا أولادكم أن أخطاء آبائهم لم تكن فى مجرد حسن نيتهم، ولا فى نزاعاتهم مع الآخرين على وطن كل منهم يريده على طريقته وحده دون أن يشاركه الآخرون، ولكن لأنهم انشغلوا بيسقط يسقط، أكثر من انشغالهم بـ(يصعد يصعد)، وبتشويه بعضهم البعض، بدلاً من تجميل صورة الوطن.

علّموا أولادكم، أن كل ذلك سيمر، مهما طال، ومهما كانت نتائجه.

والله العظيم سيمر، وتبقى مصر.

علّموا أولادكم أن مصر.. ما بتتغلبش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *