شهدت نقابة المحامين أمس مشهدًا لم يتكرر في تاريخها، مشهدًا يهز الوجدان، ويوقظ الضمير، ويلهب المشاعر، مشهدًا جلس فيه نقيب محامي مصر على باب أعرق النقابات المهنية ينهي معاناة شاب مهندس يسعى منذ ثلاث سنوات لحصول خاله المحامي على المعاش لبلوغه السن مع المرض دون إلزامه بتقديم أدلة الاشتغال.

حدث هذا المشهد بعد أن انتهى الأستاذ الجليل نقيب المحامين رجائي عطية من إتمام عمله في خدمة النقابة والسادة المحامين، واستعان بالله متجهًا إلى سيارته أمام باب النقابة، فإذا به يجلس على مكتب أمام الباب، ويبحث أوراقًا تقدم بها مهندس شاب، يلجأ إلى نقابة المحامين منذ ثلاث سنوات لحصول خاله الأستاذ المحامي المسن على معاشه، وهو المريض بالذهان و الزهايمر منذ أكثر من عشر سنوات.

ليثبت هذا المشهد – الذي أصاب الأساتذة والحضور جميعًا بالدهشة، المشهد الذي لا يليق سوى بعظام الخُلق – كم كانت تعسفية تلك القرارات الخاصة بلزوم أدلة الاشتغال للحصول على المعاش، وكم هي مرهقة لمن كبر سنه من السادة المحامين، وكم أن قرار نقيب المحامين بأمس عظيم، ورد للجميل لمن قدموا حياتهم في خدمة المحاماة.

قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإذا عرض لك أمران؛ “أحدهما لله والآخر للدنيا، فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا، فإن الدنيا تنفد والآخرة تبقى”، وقال أيضًا: “أشقى الولاه من شقيت به رعيته”.
عشت خدومًا وراعيًا وعاشت أفعالك قدوة لزملائك وأبناءك المحامين يا نقيب المحامين.
عشت للمحاماة وعاشت المحاماة بك.