معتز بالله عبد الفتاح يكتب | أول خطاب للرئيس المقبل

معتز بالله عبد الفتاح يكتب | أول خطاب للرئيس المقبل

معتز-بالله-عبد-الفتاح

«إن ثورتنا المجيدة ودماء شهدائنا الأبرار والأمانة التى وضعها السابقون فى أعناقنا تحتم علينا أن نبدأ مرحلة جديدة. ونحن نشكل هذه الحكومة الجديدة علينا أن نتذكر أنها ليست مكلفة بأن تترجم طموحاتكم إلى واقع بمعزل عن جهودكم، أو أن تخدمكم عبر خداعكم، أو تقول لكم ما يريحكم ثم تفاجئكم بما يزعجكم.

تسألون بماذا تعدكم الحكومة؟ هذه الحكومة تعدكم بالجهد والكفاح والعرق الجماعى حتى نرتقى إلى القدر الذى كتبه الله علينا، وإلى القدرة التى وضعها الله فينا.

هذه الحكومة لها هدف واحد، وواحد فقط: النصر.

النصر على الفقر، النصر على الجهل، النصر على المرض، النصر على السلبية، النصر على الجمود، النصر على الأنانية.

القضية ليست قضية أن نتقدم أو لا نتقدم، القضية هى أن نحيا أو نموت. القضية أن نحلق فى عنان السماء أو أن نعيش أبد الدهر بين الحفر.

الماء يشح، والطرق تضيق، والمدارس تزدحم، والرقعة الزراعية تنكمش، والأمية ترتفع، والسكان يزيدون، والفقر يتغول، والبطالة فوق طاقة الاقتصاد على مواجهتها. عدد المصريين سيزيد إلى الضعف خلال ثلاثين عاماً. أى إنه بعد ثلاثين عاماً من الآن سنحتاج نيلاً آخر، سنحتاج نفس العدد من المدارس الموجودة، نفس العدد من المصانع القائمة، نفس العدد من الأفدنة المزروعة، نفس المسافات من الطرق المرصوفة. نحن لسنا بحاجة لكل هذا كى نتقدم، وإنما كل هذا نحن بحاجة إليه كى نظل كما نحن، بعبارة أخرى أن نمنع المزيد من التدهور.

إن الناتج المحلى الإجمالى لمصر يصل إلى تريليون و300 مليار جنيه بما يعنى أن نصيب كل واحد منا، كبيرنا وصغيرنا من التسعين مليوناً، نحو 15 ألف جنيه سنوياً. هذا هو متوسط الدخل للمواطن المصرى. وفى الوقت نفسه الديون المصرية، داخلياً وخارجياً، تصل إلى تريليون و700 مليار جنيه بما يعنى أن كل مصرى مدين للآخرين بحوالى 19 ألف جنيه.

ألم أقل لكم إنها مسألة حياة أو موت.

علينا أن ننتصر على أنفسنا، على جشعنا، وسوء خلقنا، على التفكير بمنطق أن العدل هو ما فى مصلحتى، وأن الظلم هو ما يتعارض مع مصلحتى. انتصارنا على أنفسنا يبدأ بأن نؤسس معاً لمصر جديدة داخل عقل وقلب كل واحد فينا أولاً. مصر تستلهم روح 25 يناير، روح من وقف أمام المدرعة كى يوقف زحفها ضد شركائه فى الكفاح من أجل غد أفضل، روح من وقف والصليب يعلو معصمه ليضمن الأمان لشركائه فى الوطن كى يؤدوا صلاتهم.

يا كل مسلم أهداك الله مصر وطناً غالياً نعته فى قرآنه بأن يدخله الناس آمنين، فلتحول حبك لخالقك وإيمانك به عطاءً لوطنك. ويا كل مسيحى أهداك الله وطناً غالياً وُصف فى الإنجيل بأنه مبارك شعب مصر، واجبك أن تحول حبك لخالقك وإيمانك به عطاءً لوطنك.

معركتنا أن نقدم نموذجاً حضارياً نبنيه معاً كى ينعم أبناؤنا بما حُرمنا منه، وكى يتسلم أبناؤنا منا واقعاً أفضل مما عشنا فيه. مصر مريضة، وهى بحاجة لأن ننقل لها من دمائنا وأرواحنا ما يرفعها ويرتفع بها إلى حيث نريد لها.

إن حكومتنا الجديدة ستعمل فى الفترة المقبلة على محاور خمسة، وواجبنا جميعاً أن نتعاون فى هذا المحاور بكل ما أوتينا من قوة. نعمل جميعاً حكومة وشعباً داخل مصر وخارجها، رجالها ونساءها، مسلميها ومسيحييها على أن نعلى شأنها. أما المحور الأول.. .. »

استيقظت من النوم وأنا أريد أن أتذكر ملامح هذا الرجل الذى كان يلقى هذا الخطاب المتحمس. أما وقد فشلت، لكننى تفاءلت أن هذه الروح موجودة فينا، ونتوق لها، نحن فقط بحاجة لمن يساعدنا إلى إخراجها من أعماقنا إلى واقعنا. وما ذلك على الله بعزيز.

صلّوا من أجل مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *